:ةياعرلاةيمهأ - Family For Every Child · 2019-08-19 ·...

لرعاية: أهمية ا والمجتمعطفاللكافية لية الرعا أهمية ا© David Brunetti/EveryChild/FSCE, Ethiopia

Transcript of :ةياعرلاةيمهأ - Family For Every Child · 2019-08-19 ·...

أهمية‏الرعاية:‏أهمية الرعاية الكافية لألطفال والمجتمع

© D

avid Brunetti/E

veryChild/FS

CE

, Ethiopia

2 أهمية الرعاية: أهمية الرعاية الكافية لألطفال والمجتمع

شكر‏وتقدير‏‏ Family for Every( بكتابة هذا التقرير لصالح فاميلي فور ايفري تشايلد- عائلة لكل طفل )Corina Csáky( قامت االستشارية كورينا ساكي

Child(. نتقدم بالشكر لألطفال واألسر الذين وردت قصصهم في هذه الوثيقة ونشكرهم على اآلراء التي يسهمون بها في عملنا.

.

المحتويات2 شكر وتقدير

3 موجز تنفيذي

6 مسرد المصطلحات

8 1- مقدمة

9 2- من هم األطفال الذين ال يتلقون الرعاية الكافية؟

13 3- ما هو تأثير نقص الرعاية على األطفال

15 4. كيف يؤثر النقص في رعاية األطفال على المجتمع بأكمله؟

18 5- ما هي اإلجراءات الالزمة لتحسين رعاية األطفال؟

21 6- الخاتمة والتوصيات

24 المراجع

3 أهمية الرعاية: أهمية الرعاية الكافية لألطفال والمجتمع

موجز‏تنفيذي‏

تشكل رعاية األطفال مسألة مهمة بالنسبة لنا جميعاً، فهي تؤثر على الطريقة التي نعيش بها، وتؤثر على قدرتنا على التطور كأفراد أو

كمجتمع، كما تعكس تطلعاتنا لنوعية العالم الذي نرغب أن نعيش فيه. وتظهر االستشارات العالمية بشأن األطفال أن األطفال أنفسهم كثيراً ما

يعطون األولوية لحاجتهم إلى رعاية أفضل.

“عندما يكون والداك معك تشعر بالسعادة، فأنت تعلم أنهم يحبونك” )فتاة يتراوح عمرها بين 8 إلى 12 سنة تقيم في الرعاية السكنية في روسيا، ورد ذكرها في فاميلي فور ايفري تشايلد- عائلة لكل طفل ،

2013a - ص. 10(1

“أستمد الشعور باألمان من وجود كل من أحبهم إلى جانبي” )فتاة عمرها 15 سنة من البرازيل، ورد ذكرها في فاميلي فور ايفري

تشايلد- عائلة لكل طفل ، 2013a - ص. 10(2

“يريد الجميع أن يعودوا إلى المنزل لكي يعيشوا مع والديهم، فهم يمنحوك الحب واالهتمام”

)فتاة عمرها 10 سنوات تعيش في الرعاية السكنية في غويانا، ورد ذكرها في فاميلي فور ايفري تشايلد- عائلة لكل طفل، ص. 10(3

يحق لألطفال تلقي الرعاية بالشكل الصحيح، وهم بحاجة إلى الدعم المادي والنفسي من الوالدين أو مقدمي الرعاية وسط جو أسري سليم.

وعلى الرغم من ذلك، هناك الماليين من األطفال في جميع أنحاء العالم ممن تنقصهم هذه الرعاية الكافية، ومن المرجح أن تتفاقم هذه المشكلة

أكثر فأكثر بسبب عوامل عدة مثل ارتفاع معدالت التمدن والهجرة والنزاعات وتغير المناخ، و التي تؤثر جميعها على المجتمعات في

العديد من المناطق حول العالم. يوجد هؤالء الفتيان و الفتيات في جميع البلدان و هم من ذوي الدخل المرتفع أو المتوسط أو المنخفض أو من الفئات المستقرة أو الضعيفة على حد سواء. يتعرض هؤالء األطفال لإلهمال واإلعتداء الجسدي والجنسي والنفسي، كما أنهم محرومون

من الحب والحنان، ومن بينهم األطفال الذين يعيشون ضمن المرافق السكنية الكبيرة الحجم أو في الشارع أو مع رب العمل، إضافة إلى

الفتيات والفتيان المرتبطين بالقوات أو المجموعات المسلحة، واألطفال الذين يتعرضون لسوءالمعاملة في المنزل من قبل والديهم أو غيرهم من أفراد األسرة، إضافة لألطفال الذين أجبروا على الزواج المبكر. كما تعد الفتيات والفتيان المنفصلون عن أسرهم نتيجة لحاالت الطوارئ وأولئك

الذين يعيشون مع أقارب من درجة قرابة بعيدة أيضاً عرضة لخطر سوء الرعاية.

يؤثر نقص الرعاية على األطفال والمجتمع بشكل عام. وفي أغلب الحاالت ال يلتحق المحرومون من الرعاية الكافية بالمدرسة و ال يكون أداءهم المدرسي جيداً، كما أنهم ال يستطيعون الحصول على الخدمات الصحية والخدمات األساسية األخرى. و غالباً ما يكون هؤالء األطفال

أكثر عرضة لالنخراط في السلوكيات الجنائية والمعادية للمجتمع ويكون نموهم البدني والعاطفي والمعرفي عرضة للخطر. و قد يكون نقص

الرعاية مهدداً للحياة في بعض الحاالت وقد يؤدي إلى إشكاالت أخرى متعلقة بسالمة األطفال كما في حاالت استغالل األطفال على سبيل

المثال. و قد يميل بعض األطفال ممن لم يتلقوا الرعاية الكافية إلى تكرار تجاربهم و إهمال أو سوء معاملة أطفالهم، مما يخلق حلقة مفرغة من

اإلساءة و الضرر.

في كثير من الحاالت تكون اآلفاق المستقبلية لألطفال المحرومين من الرعاية الكافية محدودة للغاية، كما تكون فرصهم في الحصول على فرص العمل أقل بكثير عندما يصبحون راشدين، إضافة إلى كونهم

أكثر عرضة للفقر وعلى األرجح أكثر اعتماداً على الدولة، و لذلك فإن رعاية األطفال تعزز التقدم االجتماعي واالقتصادي. و في الوقت ذاته

فالرعاية غير الكافية من شأنها أن تعيق الجهود المبذولة لتحقيق أهداف التنمية مثل النمو وتوفير فرص العمل والحد من الفقر والصحة والتعليم،

والجاهزية واالستجابة اإلنسانية. كما يعد األطفال المحرومون من الرعاية الكافية أيضاً بمثابة فئة مهمة كونها من الفئات المستهدفة لتحقيق العدالة في جميع القطاعات ألنها الفئة األكثر تأثراً وتهميشاً في المجتمع.

تعتبر مسألة دعم األطفال للعيش ضمن بيئة أسرية دائمة توفر لهم الحب و األمان من أساسيات مبدأ الرعاية الكافية. و من حيث المبدأ ينبغي أن تقوم عائلة الطفل بتوفير الرعاية الالزمة، و إن لم يكن ذلك متاحاً يجب

اللجوء إلى التبني أو الكفالة كما هو متبع في بلدان العالم اإلسالمي، أو استخدام البدائل المالئمة، و ذلك لتأمين مسكن دائم لألطفال داخل

األسرة. أما في الحاالت التي يحتاج فيها األطفال إلى رعاية بديلة مؤقتة، فيجب العمل على تأمين األطفال في جو أسري أو ضمن بيئة مشابهة

للبيئة األسرية بقدر المستطاع، كما ينبغي العمل على إعادة إدماج الطفل مع أسرته أو إيوائه ضمن جو أسري دائم يضمن له العطف و األمان بأسرع وقت ممكن. ويتطلب تحقيق ذلك االستثمار في األسر والمجتمعات المحلية الضعيفة لتعزيز قدراتها على رعاية أطفالها،

واالستثمار كذلك في الرعاية األسرية البديلة الجيدة. مما يعني أيضاً توفير فرصة أكبر لألطفال المحرومين من الرعاية الكافية للتعبير عن

أنفسهم ورفع الوعي باحتياجاتهم.

يعكس هذا التقرير وجهات النظر والخبرات الجماعية لمنظمات المجتمع المدني األهلية التي تعمل بشكل فعلي مع مئات اآلالف من األطفال الضعفاء في جميع مناطق العالم. لقد اجتمعت هذه المنظمات معاً لتشكل فاميلي فور ايفري تشايلد- عائلة‏لكل‏طفل، وهو اتحاد يهدف إلى تمكين

جميع األطفال من الترعرع وسط بيئة أسرية آمنة و تمكينهم من الحصول على الرعاية البديلة المؤقتة الجيدة عند الحاجة إلى ذلك.

1. Family for Every Child )2013( My world, my vision. Consultations with children on their priorities for the post-2015 development framework. London: Family for Every Child, p.10.

2- كما هو وارد أعاله، ص. 10.

3 - كما هو وارد أعاله، ص. 10.

4 أهمية الرعاية: أهمية الرعاية الكافية لألطفال والمجتمع

إن تحسين رعاية األطفال يتطلب تضافر الجهود من جميع األطراف داخل المجتمع، و هي قضية تشكل تحدياً للمتخصصين في مجال حماية

األطفال، فهي تمس طيفاً واسعاً من القطاعات على حد سواء مثل التعليم و الصحة، و التخطيط االقتصادي و العمل اإلنساني. تخص هذه

المسألة

كالً من الحكومات والبرلمانيين والشركات والنقابات والوكاالت الثنائيةوالمتعددة األطراف و وسائل اإلعالم والمنظمات الوطنية والدولية غير الحكومية. وأخيراً وليس آخراً، فهي تخص األطفال واألسر أنفسهم.

تلعب جميع هذه الجهات دوراً مهماً في تصميم و تحقيق التغيير و في محاسبة المقصرين في مجال تحسين رعاية األطفال.

© Juconi, M

exico

5 أهمية الرعاية: أهمية الرعاية الكافية لألطفال والمجتمع

التوصيـات 1.‏بناء‏فهم‏متعمق‏للرعاية‏في‏جميع‏السياقات‏وتطوير‏

االستجابات‏المالئمة‏محلياً. - اكتساب فهم صحيح حول توفير الرعاية الرسمية و الرعاية الحكومية إضافة إلى الرعاية والدعم التي تقدمها األسر و المجتمعات

المحلية.

- البناء على نقاط القوة المتوفرة، بما في ذلك الدعم الهام الذي توفره األسر الممتدة.

- استطالع إمكانية تكرار وتوسيع نطاق التجارب المبتكرة الواعدة التي قامت بتطويرها منظمات المجتمع المدني الوطنية.

- العمل على فهم وجهات نظر األطفال بشأن الرعاية الكافية ونقص الكافية.

2.‏‏إعطاء‏رعاية‏األطفال‏األولوية‏في‏المجالين‏السياسي‏والمالي.

- تخصيص الموارد الكافية لضمان الرعاية الكافية لجميع األطفال.

- دمج رعاية األطفال في خطة التنمية لما بعد عام 2015 من خالل تحديد هدف أو غاية معينة تتعلق بالرعاية على سبيل المثال.

- جعل االستثمارات في مجال رعاية األطفال أكثر وضوحاً، مع تحديد خطوط واضحة للمساءلة.

- جمع ورصد البيانات الخاصة باألطفال المحرومين من الرعاية الكافية بشكل دوري.

3.‏ضمان‏قدر‏أوسع‏من‏التنمية‏و‏األعمال‏اإلنسانية‏لتعزيز‏الرعاية‏الفعالة‏لألطفال.

- جعل الخدمات الصحية والتعليمية و خدمات إنقاذ الحياة وغيرها من الخدمات األساسية في متناول األطفال الفقراء والمهمشين ضمن مجتمعاتهم

المحلية، بحيث تشمل األطفال المحرومين من الرعاية الكافية.

- التأكيد على التعاون المشترك بين العاملين في مجاالت رعاية األطفال والصحة والتعليم والعدالة والتنمية والهجرة والحد من الفقر والجاهزية واالستجابة للكوارث للحيلولة دون تعرضهم لالنفصال

غير الضروري عن أسرهم.

- دعم األطفال المحرومين من الرعاية الكافية للمشاركة في تصميم وتنفيذ القوانين والسياسات واألنظمة والخدمات ذات الصلة.

4.‏زيادة‏التغطية‏الخاصة‏بالحماية‏االجتماعية‏وجودتها‏من‏أجل‏تعزيز‏قدرة‏األسر‏على‏رعاية‏األطفال.‏

- تزويد األسر أو مقدمي الرعاية لألطفال الضعفاء ببرنامج متكامل يتضمن تحويالت نقدية وأشكال أوسع من الدعم االجتماعي وذلك

لتمكينهم من رعاية األطفال بالشكل الصحيح.

- التخطيط الدقيق لبرامج الحماية االجتماعية بالنسبة لألسر واألطفال الضعفاء وذلك لضمان الحصول على الفائدة المرتجاة و تجنب أي

تأثير ضار برعاية األطفال .

5.‏التأكد‏من‏التزام‏جميع‏الدول‏بالمبادئ‏التوجيهية‏الخاصة‏بالرعاية‏البديلة‏لألطفال.‏

تعتبرالنقاط التالية في غاية األهمية.

- البناء على نقاط القوة التي توفرها أنظمة الرعاية غير الرسمية والعمل على معالجة أية سلوكيات ضارة أو تلك التي تنطوي على

التمييز بجميع أشكاله.

- وضع حد الستخدام الرعاية المؤسسية بالنسبة لجميع األطفال، والسيما ممن هم دون الثالث سنوات، و تطوير وسائل بديلة أكثر أماناً مثل توفير دعم فعلي أكبر للعائالت وذلك لتسهيل إعادة اإلدماج

وتمكين منازل إيواء المجموعات الصغيرة ورعاية التبني.

- مراجعة وإصالح القوانين والسياسات الوطنية إذا لزم األمر بحيث يتم منح األولوية لرعاية األطفال في بيئة أسرية دائمة توفر لهم

العطف و األمان.

- توسيع وتعزيز أنظمة الرعاية بما يتناسب مع كل سياق )مثل رعاية القربى والتبني المحلي و الكفالة أو الرعاية بالتبني( وذلك لضمان حصول األطفال المحرومين من الرعاية الوالدية على خيارات نوعية

ضمن بيئة أسرية.

- تطوير األنظمة المحلية والوطنية والدولية المعنية بحماية األطفال وذلك لضمان الحد من الرعاية غير الكافية و الوقوف عليها ومعالجتها. ويشمل ذلك تعزيز قدرة وفاعلية القوى العاملة في مجال

رعاية األطفال.

- دعم األطفال وأسرهم للمشاركة في اتخاذ القرارات المعنية بهم، بما في ذلك ترتيبات الرعاية الفردية.

4 - مثال عن اهداف الرعاية: أن يتمتع جميع األطفال بحياة خالية من كل أشكال العنف، وأن تكون حياتهم مصانة من النزاعات والكوارث، و أن يترعرعوا وسط بيئة أسرية آمنة. مثال عن اهداف الرعاية: خفض عدد األطفال الذين يعيشون خارج نطاق الرعاية األسرية و العمل على إنهاء إيواء األطفال في مرافق الرعاية المؤسسية

BCN et al. )2013( Protect my Future. Why child protection matters in the post 2015 development agenda. Family for Every Child, London من

5-انظر Roelen and Shelmerdine 2014 بشأن التوصيات اإلضافية حول تصميم برامج الحماية االجتماعية لضمان تعزيزها لرعاية األطفال.

6 أهمية الرعاية: أهمية الرعاية الكافية لألطفال والمجتمع

التبني: عبارة عن إجراء وقائي قانوني واجتماعي يصب في مصلحة األطفال، وهو عبارة عن العملية التي ينتقل فيها األطفال الذين ال يمكن لهم أن يترعرعوا وسط أسرهم األصلية ليصبحوا أفراداً ضمن عائلة

.)ISS/IRC 2004( جديدة

الرعاية‏البديلة:‏تشمل الرعاية البديلة الرعاية الرسمية وغير الرسمية لألطفال ممن هم خارج الرعاية الوالدية )UN 2010a( . و يشمل ذلك

رعاية القربى و الرعاية بالتبني و العيش المستقل الخاضع لإلشراف والرعاية السكنية. تشمل الرعاية السكنية مجموعة من الترتيبات مثل

منازل إيواء المجموعات الصغيرة وقرى األطفال والرعاية المؤسسية، حيث تتم رعاية األطفال بشكل جماعي ضمن مجموعات كبيرة )انظر

أدناه(.

إساءة‏معاملة‏األطفال:‏“فعل متعمد من سوء معاملة ينتج عنه ضرر أو يمكن أن يلحق ضرراً بسالمة األطفال أو رفاهيتهم أو كرامتهم أو نموهم. ويشمل جميع أشكال سوء المعاملة البدني و الجنسي و النفسي و العاطفي.” ،)Save the Children( غير مؤرخ ص. 2.يصنف

اإلهمال البسيط لألطفال على أنه إساءة معاملة األطفال.

زواج‏االطفال‏المبكر‏أو‏القسري:‏“زواج األطفال هو الزواج من أي شخص دون سن 18 عاماً، و يشمل زواج طفل من شخص بالغ أو

من طفل آخر، وقد يكون مسموح به قانونياً بموجب القوانين المحلية.” )1 .ص CRIN 2007(. نحن معنيون بشكل خاص بالزواج القسري والزواج المبكر )دون سن 14 عاماً تقريباً( حيث تكون المخاطر التي

يتعرض لها األطفال جّمة.

حماية‏األطفال:‏التدابير واألنظمة المعنية بمنع والرد على اإلساءة لألطفال )العاطفية و البدنية و الجنسية( واإلهمال و اإلستغالل و العنف

)Save the Children 2010a( الذي يطال األطفال

األطفال:‏يعّرف األطفال على أنهم األوالد والبنات ممن هم تحت سن 18 عاماً 6

األطفال‏المحرومون‏من‏الرعاية‏الوالدية:‏“جميع األطفال الذين ال ينعمون بالرعاية الليلية من قبل أحد الوالدين على األقل، ألي سبب كان

)UN 2010a( ”.وتحت أية ظروف

األسر: يأخذ مصطلح األسر عدة معاني ويمكن أن يشمل األطفال الذين يعيشون مع أحد الوالدين أو كالهما أو مع األسرة بالتبني، كما يشمل

األطفال الذين يعيشون مع زوج األم أو زوجة األب واألطفال الذين يعيشون مع أفراد األسرة الممتدة مثل الجد أو الجدة أو العمات واألعمام أو مع أخوتهم الراشدين واألكبر سناً إضافة إلى األطفال الذين يعيشون

مع أسرة من أقربائهم األبعد. ويعد األطفال الذين يعيشون في دور الرعاية بالتبني الرسمية أيضا جزءاً من األسر. وعلى الرغم من أن هذه

الرعاية قد تكون في بعض الحاالت طويلة األمد، إال أنها غير معّدة ألن تكون رعاية دائمة )فاميلي فور ايفري تشايلد – عائلة لكل طفل

.)2013b

الرعاية‏بالتبني: هي شكل من أشكال الرعاية البديلة )وبالتالي حسب هذا التعريف فهي ترتيب مؤقت( و يمكن تعريفها بأنها: “الحاالت التي يتم

إيواء األطفال من قبل السلطة المختصة ألغراض الرعاية البديلة في بيئة محلية لعائلة غير عائلة الطفل، والتي قد تم اختيارها وتأهيلها والموافقة

)UN 2010a( ”.عليها واإلشراف على تقديمها لهذه الرعاية

الرعاية‏المؤسسية: المرافق السكنية الكبيرة الحجم التي تتولى رعاية األطفال ضمن مجموعات كبيرة. إن الفرق بين الرعاية المؤسسية

وغيرها من أشكال الرعاية السكنية ال يقتصر على حجم المرافق، بل يشمل أيضاً طبيعة ونوعية الرعاية المقدمة. تعتمد الرعاية المؤسسية

على أنظمة المناوبات، حيث يبيت األطفال معاً بشكل عام في المهاجع، وتخضع حياتهم لمجموعة من القواعد واإلجراءات، ويتم عادة عزل

األطفال عن المجتمعات الخارجية ا )فاميلي فور ايفري تشايلد – عائلة ).2013b، UN 2010a لكل طفل

الكفالة: عبارة عن عدة أساليب يتم من خاللها تقديم الرعاية لألطفال الضعفاء المعترف بهم في التشريعات اإلسالمية و التي ال تعترف

بالتبني، حيث تعتبر روابط الدم أساسيًة وال غنى عنها بين الوالدين واألطفال. وقد تشتمل الكفالة على تقديم دعم مادي منتظم أوأشكال أخرى من الدعم لألطفال المعوزين ممن هم في كنف الرعاية الوالدية أو تحت

رعاية العائلة الممتدة أو نقل الطفل أو الطفلة للعيش مع العائلة بشكل دائم .)Cantwell and Jacomy-Vite 2011( و قانوني

رعاية‏القربى: “الرعاية األسرية ضمن العائلة الممتدة للطفل أو مع األصدقاء المقربين من العائلة والمعروفين للطفل، بشكليها الرسمي

وغير الرسمي.” )UN 2010a المادة 29(. ولرعاية القربى شكالن من الرعاية األسرية وهما الرعاية الدائمة والرعاية المؤقتة. وهناك

نوعان من رعاية القربى: رعاية‏القربى‏غير‏الرسمية وهي “أي ترتيب

مسرد‏المصطلحات

6.هذا مبني على المادة )1( من اتفاقية االمم المتحدة لحقوق الطفل )UN1989(. ونقر بأن السن ليس هو الطريقة التي تحدد بها العديد من المجتمعات مرحلة الطفولة. على سبيل المثال، في بعض البيئات تنتهي مرحلة الطفولة عندما يبدأ األفراد في القيام بأنشطة “البالغين “ )مثل بدء النشاط الجنسي(

)Inter-Agency Learning Initiative on Community-Based Child Protection Mechanisms 2012(. ونعتقد بأنه من المهم أن نقر بهذه التصورات المختلفة لمرحلة الطفولة في الطرق التي نتواصل بها ونعمل بها مع المجتمعات المحلية.

7 أهمية الرعاية: أهمية الرعاية الكافية لألطفال والمجتمع

خاص يتم ضمن بيئة أسرية، حيث تتم رعاية الطفل على أساس دائم أو مستمر من قبل األقرباء أو األصدقاء...بمبادرة من الطفل أو أحد والديه أو

أي شخص آخر، و من دون أن يكون هذا الترتيب قد تم بأمر من سلطة .) UN 2010a( ”.إدارية أو قضائية أو هيئة معتمدة حسب األصول

رعاية‏القربى‏الرسمية وهي رعاية أحد أفراد األسرة الممتدة أو األصدقاء المقربين والتي تتم بأمر من سلطة إدارية أو قضائية أو هيئة معتمدة حسب

األصول )UN 2010a(. وقد يشمل هذا أيضاً في بعض الحاالت الوصاية أو الرعاية بالتبني

)EveryChild and HelpAge International 2012(.

اإلهمال: “العجز عن توفير أو تأمين حق األطفال في التمتع باألمان البدني و النمو عن طريق فعل متعمد أو من خالل اإلهمال و التقصير. يسّمى اإلهمال أحياناً بالشكل ’السلبي‘ لسوء المعاملة ألنه متعلق باإلخفاق في

تحقيق جوانب أساسية من الرعاية و حماية األطفال والتي تؤدي إلى أضرار جسيمة على صحة الطفل أو نموه بما فيه عدم القدرة على الترعرع والنجاح

)Save the Children..3اجتماعياً و عاطفياً.” (غير مؤرخ ص

الرعاية‏السكنية:‏“الرعاية المقدمة ضمن إطار مجموعات غير أسرية مثل أماكن السالمة في كل من حاالت الرعاية اإلضطرارية ومراكز العبور في حاالت الطوارئ إضافة إلى جميع مرافق الرعاية السكنية الطويلة

والقصيرة األمد والتي تشمل المنازل الجماعية.”

)UN 2010a( المادة.29

يتم تقديم الرعاية ضمن مرفق مخصص و مصمم خصيصاً من قبل

المتطوعين أو العاملين المدفوعي األجر )فاميلي فور ايفري تشايلد

.)2013b

منازل‏إيواء‏المجموعات‏الصغيرة:‏ حيث تتم رعاية األطفال ضمن

مجموعات صغيرة، وحيث يوجد عادة واحد أو اثنان من مقدمي الرعاية

الدائمين المسؤولين عن رعايتهم. تختلف هذه الرعاية عن رعاية التبني

بأنها تكون خارج ’البيئة المحلية‘ الطبيعية للعائلة، و تكون عادة في المرافق

التي تم تصميمها أو تخصيصها لرعاية مجموعات من األطفال. )فاميلي

.)2013b فور ايفري تشايلد

الحماية‏االجتماعية:‏ “المبادرات الخاصة و الحكومية التي توفر حواالت

مادية كمورد دخل أو استهالكية إلى المعوزين و تؤمن الحماية للضعفاء

ضد مخاطر المعيشة و تعزز المكانة اإلجتماعية وحقوق المهمشين، بحيث

يكون الهدف العام هو الحد من الضعف اإلقتصادي و اإلجتماعي للفقراء و

الفئات الضعيفة و المهمشة.”

)Devereux and Sabates-Wheeler 2004(.

العيش‏المستقل‏الخاضع‏لإلشراف: “الحاالت التي يتم تشجيع و تمكين

األطفال واليافعين ضمن مجموعات صغيرة الكتساب الكفاءات الالزمة

لالستقالل في المجتمع من خالل االتصال المناسب مع العاملين في مجال

.)Cantwell 2010( ”الدعم

8 أهمية الرعاية: أهمية الرعاية الكافية لألطفال والمجتمع

يعرض هذا التقرير أهمية رعاية األطفال في تحقيق العديد من الحقوق األساسية، وكذلك األهداف اإلنمائية واإلنسانية بنطاقها األوسع. يقدم

التقرير وصفاً لألزمة العالمية التي تعاني منها رعاية األطفال ، حيث يعاني الماليين من األطفال من نقص الرعاية في جميع مناطق العالم،

كما يوضح سبب تصنيف األطفال الدائم لحاجتهم إلى أسرة آمنة وعطوفة في مقدمة المشاكل األخرى. يورد التقرير أسباب استمرار معاناة األطفال من نقص الرعاية بالرغم من اإلقرار الواسع بأهمية

الرعاية الجيدة، كما يسلط الضوء على التدابير الواجب اتباعها والجهات المختصة بتنفيذها وذلك لتحقيق مستوى أفضل من الرعاية لألطفال.

تعد مسألة كيفية رعاية األطفال من األمور التي تهمنا جميعاً، فهي تؤثر على الطريقة التي نعيش بها وتحدد قدرتنا على التنمية على مستوى

الفرد و المجتمع، كما أنها تعكس تطلعاتنا لنوعية للعالم الذي نرغب في أن نعيش فيه في الحاضر والمستقبل.

يتوجه هذا التقرير إلى جميع الجهات المعنية بالتقدم االقتصادي و االجتماعي، فهو مهم لكل من الحكومات والبرلمانيين و الشركات

والنقابات والوكاالت الثنائية ومتعددة األطراف ووسائل اإلعالم والمنظمات الوطنية والدولية غير الحكومية. و يسعى التقرير بشكل

خاص إلى تجاوز القطاع التقليدي لحماية الطفل بحيث يصل إلى العاملين على األهداف اإلنمائية الشاملة، فهو يتضمن نصائحاً و دروس لكافة

السياقات أي الحاالت المتقدمة والنامية والضعيفة على حد سواء.

يعبر التقرير عن وجهات النظر والخبرات الجماعية لمنظمات المجتمع المدني الوطنية التي تعمل عن كثب مع مئات اآلالف من األطفال

الضعفاء في جميع مناطق العالم. وقد جاء اتحاد فاميلي فور ايفري تشايلد- عائلة لكل طفل نتيجة للتعاون المشترك بين هذه المنظمات لتشكل فاميلي فور ايفري تشايلد- عائلة لكل طفل ، وهو اتحاد يهدف إلى تمكين المزيد من األطفال من العيش بأمان وسط جو أسري ومن الحصول على

الرعاية البديلة المؤقتة الجيدة عند الحاجة إلى ذلك.

1.‏مقدمة‏

© C

hild Rights C

entre, Tajikistan

www.familyforeverychild.org )Ishaque 2008 ( :7. انظر

9 أهمية الرعاية: أهمية الرعاية الكافية لألطفال والمجتمع

األطفال الذين ال يتلقون الرعاية الكافية هم الفتيان والفتيات الذين ال يحصلون على الدعم المادي والنفسي الالزم من الوالدين أو ممن يقوم على رعايتهم

في بيئة أسرية جيدة. يستعرض نص المربع )1( أدناه عناصر الرعاية الكافية بمزيد من التفاصيل. وتشير التعريفات إلى أن من بين األطفال الذين

يعانون من نقص الرعاية أولئك األطفال الذين يتعرضون لإلساءة الجسدية أو الجنسية أو النفسية أو اإلهمال في منازلهم أو من قبل القائمين على رعايتهم ، وكذلك األطفال المحرومون من الرعاية الوالدية أو غيرها من أشكال الرعاية

األخرى. فجميع األطفال الذين يعيشون داخل المؤسسات الكبيرة الحجم يعانون من نقص الرعاية )مثل مؤسسات الرعاية و مراكز اإلحتجاز والمؤسسات التعليمية( أو األطفال الذين يعيشون وحدهم في الشوارع أو لدى رب عمل

يقوم باستغاللهم ، وأولئك المرتبطين بقوات أو مجموعات مسلحة، واألطفال الذين يتعرضون لسوء المعاملة في منازلهم أو للزواج المبكر والزواج

القسري. كما يعتبر األطفال الذين انفصلوا عن أسرهم في حاالت الطوارئ وأولئك الذين يعيشون مع أقاربهم البعيدين أكثر عرضة لسوء الرعاية

)فاميلي فور ايفري تشايلد- عائلة لكل طفل EveryChild-ايفري تشايلد ،Family for Every Child 2013b

.)HelpAge International 2012 – وهلب إيج إنترناشيونال

يعد افتقاراألطفال إلى الرعاية رغم اختالف ظروفهم سبباً ونتيجة رئيسية لضعفهم فهو يغير حياتهم و فرصهم المستقبلية )انظر القسم الثالث(.

المربع‏‏1:‏ما‏هي‏عناصر‏الرعاية‏’الكافية‘؟‏‏في بحث حديث أجري في رواندا، طلب من الوالدين واألطفال توضيح

مفهوم ’تمتع الطفل بالسعادة و الصحة و الرعاية الجيدة‘ وذلك في سياق توضيح الرعاية الكافية. ذكر األطفال والبالغين على حد سواء االحتياجات المادية وغير المادية. شملت االحتياجات المادية الغذاء

والكساء ومواد التعليم والمياه النظيفة والرعاية الصحية والمسكن الجيد، بينما تضمنت االحتياجات غير المادية الحب والمودة والوقت الذي يتم قضائه مع الوالدين والقائمين على الرعاية و وقت المرح واالسترخاء.

وتحدث المشاركون في البحث أيضاً عن قيمة التواصل الجيد بين األطفال والوالدين القائمين على الرعاية وعن أهمية وجود بيئة أسرية

.)Roelen و Shelmerdine 2014( جيدة

“يجب على ]القائمين على الرعاية[ توفير الغذاء والكساء الجيد والكافي لألطفال، وعليهم أن يوفروا لهم الحب و أن يقوموا بدفع الرسوم

المدرسية و ]توفير[ المواد الكافية لهم، إضافة إلى توفيرالتأمين الصحي و المسكن الجيد و الحفاظ على نظافتهم ، ومنحهم الفرصة للتناقش معهم، وتقديمهم إلى بقية أفراد األسرة، وحمايتهم من العمل الغير

المناسب، ومنحهم الوقت الكاف للعب مع اآلخرين.”

Shelmerdine و Roelen فتى من رواندا، ورد ذكره في( 2014، ص. 18(.

توضح األبحاث األخرى التنوع الكبير في مفاهيم الرعاية ’الجيدة‘ بحسب السياق، حيث تشدد بعض الثقافات، على سبيل المثال، على حماية األطفال

من المخاطر و تقديم الدعم الالزم لهم لكي يتمكنوا من االستقالل عن أسرهم، بينما تشجع بعض الثقافات األخرى على تعليم األطفال كيفية التعامل مع

المخاطر

واالعتراف بالمسؤولية تجاه أسرهم .)Burr 2002; Mann 2001; Punch 2002( وتناقش بعض

األبحاث أن عناصر الرعاية ’األساسية‘ الالزمة لتحقيق رفاهية و تنمية الطفل في جميع السياقات تشمل الرعاية ’اآلمنة والمحفزة و المتجاوبة‘،إال أن توفير

هذه الرعاية يمكن أن يكون عبر عدة طرق مختلفة من خالل أنواع مختلفة .)Woodhead 2006، من األسر )10 .ص

إن دعم األطفال لكي يعيشوا وسط أسرة تؤمن لهم العطف و الرعاية الدائمة هو من أساسيات تحقيق الرعاية الكافية. و تشير األدلة أنه بالرغم من أن بعض األطفال قد يعبرون أحياناً عن حاجتهم لالبتعاد عن األسرة

لبعض الوقت في مرحلة الطفولة إال أنه ينبغي على األطفال تمضية الغالبية العظمى من أوقاتهم وسط أجواء أسرية توفر لهم الحب و األمان.

وال ينبغي في جميع الحاالت اعتبار الفقر أو نقص الخدمات بمثابة أسباب كافية لحرمان الطفل من رعاية أسرته. وفي الحاالت التي يحتاج

فيها الطفل إلى الرعاية الدائمة و ال يمكن ألحد والديه تقديم هذه الرعاية، ينبغي توفير الرعاية من قبل أحد أفراد األسرة الممتدة أو األقرباء

اآلخرين ، ويجوز اللجوء إلى التبني أو الخيارات المماثلة، مثل الكفالة المتبعة في بلدان العالم اإلسالمي، لتوفير جو أسري آمن لألطفال.

أما إذا كان الطفل بحاجة إلى الرعاية البديلة المؤقتة، فيجب توفير هذه الرعاية وسط جو أسري أو جو مماثل لجو األسرة بقدر المستطاع، و

ذلك من خالل رعاية التبني أو منازل إيواء المجموعات الصغيرة مثالً، بحيث تتم بأسرع وقت ممكن إعادة إدماج الطفل مع أسرته أو يتم إيواؤه

مع أسرة دائمة توفر له الحب و األمان. )فاميلي فور ايفري تشايلد- عائلة لكل طفل )2013b، UN 2010 a(. يوضح النص في المربع

(2( أدناه المزيد من التفاصيل حول أهمية األسرة.

2-‏من‏هم‏األطفال‏الذين‏ال‏يتلقون‏الرعاية‏الكافية؟‏

10 أهمية الرعاية: أهمية الرعاية الكافية لألطفال والمجتمع

المربع‏‏2:‏لماذا‏تعتبر‏العائلة‏في‏غاية‏األهمية‏؟“ال أحد يحبك مثل والدتك، فهي أنجبتك وبالتالي فأنت جزء منها. األم

ترعاك أفضل من أي شخص آخر.” )طفل من مالوي، ورد ذكره في Mann 2004، ص. 35(

“يريد الجميع الذهاب إلى البيت للعيش مع والديهم لكي ينعموا بالحب واالهتمام.”

)فتاة عمرها 10 سنوات تعيش في الرعاية السكنية في غويانا، ورد ذكرها في فاميلي فور ايفري تشايلد- عائلة لكل طفل، 2013a، ص. 10(

ومن المتفق عليه بشكل عام أن البيئة األسرية التي توفر العطف و األمان هي أفضل بيئة للنمو السليم لألطفال، وهو مبدأ أساسي في القانون الدولي

لحقوق اإلنسان وفي المعايير العالمية للمهنة )انظر المربع 3(. ويعود هذا لعدة أسباب منها: تعتبر العالقة الوثيق مع الشخص القائم على الرعاية

المستمرة من أهم مقومات التطور المعرفي والفكري والعاطفي لألطفال )Lamb 2005و Lewis و Oates( كما أن الوالد القائم على رعاية

الطفل الناجح هو بمثابة جسر مهم بين األطفال والخدمات الضرورية لمعيشتهم و نموهم. هذا باإلضافة إلى أن ترعرع األطفال في المنزل يضمن

االستمرارية في الحياة التعليمية والثقافية واالجتماعية لألطفال، ويعزز الشعور بالهوية واالنتماء و والذي يؤثر بدوره على رفاههم على المدى

2013b، Morantz البعيد )فاميلي فور ايفري تشايلد- عائلة لكل طفلو Heymann 2010(. و دائماً ما يعبر األطفال من جميع أنحاء العالم

عن رغبة قوية للبقاء في كنف و رعاية أسرهم .)2013a; Mann 2004 فاميلي فور ايفري تشايلد- عائلة لكل طفل(

وبالرغم من أن األسرة ليست دائماً هي المالذ اآلمن لألطفال حيث يعاني الكثير من نقص الرعاية المنزلية، إال أن تأمين الدعم المناسب و برامج

المتابعة واالستجابة الفعالة الخاصة بحماية األطفال من شأنه أن يوفر فرصة أكبر لنجاح هؤالء األطفال في بيئة أسرية دائمة مقارنة بأية وسيلة

رعاية أخرى.

يعاني األطفال من نقص الرعاية في جميع بلدان العالم بغض النظر عما إذا كان مستوى الدخل منخفضاً أو مرتفعاً أو متوسطاً أو إذا كانوا في بيئات مستقرة أو ضعيفة. و تصعب معرفة العدد الدقيق لألطفال الذين

يعانون من نقص الرعاية ، وذلك بسبب النقص الحاد في البيانات وطبيعة التستر المرتبطة باإلهمال وسوء المعاملة )Higgs et al. 2012(، إال أن البيانات المتوفرة تشير إلى وجود أزمة عالمية. وهناك ما يقدر بنحو

151 مليون طفل في العالم فاقد ألحد أو لكال والديه ، حيث يبلغ عدد )UNICEF األطفال الفاقدين لكال الوالدين 13 مليون طفل على األقل

(2013 . ويعد األطفال األيتام، خاصة أولئك الذين ال يستطيعون العيش مع أقاربهم من األسرة الممتدة، أكثر عرضة لخطر نقص الرعاية )فاميلي فور ايفري تشايلد- عائلة لكل طفل 2013b(. يبلغ عدد الفتيات دون سن

15 عاماً اللواتي يتزوجن يومياً ما يقارب 3.500 فتاة ، حيث أن الكثير من هذه الزيجات تكون قسرية وتؤدي إلى الحمل المبكر المحفوف بالمخاطر

)Bruce 2007( . وهناك ما يقدر بنحو 150 مليون فتاة و73 مليون فتى يتعرضون للعنف الجنسي سنوياً )منظمة الصحة العالمية 2006(، غالباً

من قبل أحد أفراد العائلة أو حيث يعيشون خارج الرعاية األسرية، كما أن هناك العديد من األطفال المنفصلين عن أسرهم أو الذين يعيشون من دون مرافق راشد في أماكن النزاعات والكوارث الطبيعية. ففي سوريا وحدها

هناك أكثر من 1.1 مليون طفل مسجل كالجئين حتى عام 2013، ومن بين المسجلين كالجئين في األردن ولبنان فقط هناك 3.700 طفل يعيش دون

أحد الوالدين أو كليهما أو دون أي شخص يقوم على رعايتهم

.)UNHCR 2013 - المفوضية السامية لألمم المتحدة لشئون الالجئين(

وإضافة إلى ذلك، فإن عدد األطفال الذين ال يتلقون الرعاية الكافية في تزايد مستمر، ومن المرجح أن يتصاعد أكثر بسبب اتجاه األحداث العالمية.

• يقدر عدد األطفال الذين يرجح أن يتأثروا بالكوارث الطبيعية نتيجة للتغيرات المناخية على مدار العقد المقبل بحوالي 175 مليون طفل )Save the Children 2009(، وقد يتعرض الكثير منهم لخطر اإلنفصال عن األسرة وسط لتأثيرحاالت الطوارئ على الفقر األسري

.)BCN et al. 2013a)

• تعيش نسبة كبيرة من فقراء العالم في الدول الهشة وتلك المتأثرة بالنزاعات، حيث تكون سبل المعيشة ضعيفة. تزيد هذه الظروف من احتمال تعرض األطفال للزواج المبكر و الزواج القسري واالعتداء الجنسي واالنفصال عن األسر واالنضمام للقوات والجماعات المسلحة

International Bureau for Child Rights 2010; Gertz) .)and Chandy 2011; World Vision 2012

• هناك ما يقرب من مليار مهاجر في جميع أنحاء العالم، من بينهم 30 مليون شخص تحت سن 20 عاماً. بالرغم من أن الهجرة يمكن أن تحمل معها بعض الفرص، إال أن الكثير من األطفال المهاجرين يسافرون بمفردهم، حيث يتكبدون رحالت محفوفة بالمخاطر و يتعرضون لالستغالل في العمل من دون دعم من اي شخص راشد. كما أن الكثير من اآلباء و األمهات من المهاجرين يتخلون عن أطفالهم مما يؤدي إلى

حرمان الكثيرمنهم من الخدمات األساسية في بلد الهجرة،

http://www.unicef.org/media/media_45279.html :8.انظر الرابط التالي حول العدد التقريبي لأليتام “من الجهتين” الذين فقدوا كال الوالدين9.إن الوفيات المتعلقة بالحمل هي السبب الرئيسي في وفيات الفتيات الالتي تتراوح أعمارهن بين 15 و 19 عاماً، وتعد الفتيات تحت سن 15 عاماً عرضة للوفاة نتيجة الوالدة

.)World Vision 2008 ( بمعدل خمس أضعاف النساء ممن هم في العشرينات من العمر

11 أهمية الرعاية: أهمية الرعاية الكافية لألطفال والمجتمع

)BCN et al. و جميع هذه األمور تجعل األطفال أكثر عرضة لنقص الرعاية2013b; UNICEF 2012(.

• يتوقع بحلول عام 2025 أن يعيش 60% من أطفال البلدان النامية في المدن. ويرتبط هذا التمدن بتفكك األسر الممتدة والعالقات اإلجتماعية وارتفاع معدالت الطالق و األسر أحادية الوالد، مما يزيد من معاناة اآلباء و األمهات في تربية

)Roby 2011; UNICEF 2010(. أطفالهم بمفردهم

• على الرغم من التطورات األخيرة في مجال العالج والوقاية من فيروس نقص المناعة المكتسبة إال أن المرض ما يزال له أثر دائم على رعاية

األطفال، فقد تعرض ماليين األطفال لليتم بسبب هذا المرض. و في الحاالت التي ال يستطيع األقرباء من األسرة الممتدة تقديم الرعاية المناسبة يصبح

األطفال أكثر عرضة لإلساءة واالستغالل. وقد يضطر الكثير من األطفال في هذه الحالة إلى اللجوء إلى أحد أشكال الرعاية البديلة التي قد تكون دون

المستوى المقبول، وذلك نتيجة لممارسات التمييز ضد األطفال المصابين )Mann et al. 2012(. بمرض فيروس نقص المناعة المكتسبة

• على الرغم من أن اإلصالح قد يؤدي في بعض الحاالت إلى انخفاض استخدام الرعاية المؤسسية إال أن عدد األطفال المستفيدين من الرعاية

المؤسسية في ازدياد مستمر أو باق على حاله من دون انخفاض في العديد من .)EveryChild 2011 -مناطق العالم )ايفري تشايلد

بالرغم من أن األرقام المذكورة أعاله تعكس صورة قاتمة، إال أنه ما يزال هناك فسحة أمل بالنسبة لألطفال المتأثرين بنقص الرعاية. ال تزال التقاليد المتعلقة برعاية األقرباء من األسرة الممتدة قوية في جميع أنحاء العالم، و قد استطاعت نقص فيروس مرض يفرضها التي التحديات مواجهة المحلية المجتمعات والدعم الرعاية توفير من تتمكن بحيث الطوارئ وحاالت المكتسبة المناعة لألطفال المنفصلين عن أسرهم. ومع ذلك ففي الكثير من األحيان يضطر أفراد األسرة الممتدة والمجتمعات المحلية إلى مواجهة األعداد المتزايدة من األطفال

المنفصلين عن والديهم من دون دعم أو بدعم محدود جداً EveryChild and HelpAge International 2012; JLICA) 2009(. و يعتبر هذا األمر مقلقاً خصوصاً أن الكثير من أفراد األسر الممتدة (EveryChild and HelpAgeالتي تلتزم بالرعاية هم من كبار‏السن‏و‏الضعفاء‏

International2012‏).

وعلى الرغم من أن جميع األطفال عرضة لنقص الرعاية بشكل عام، إال أن فئات معينة من األطفال تبقى أكثر عرضة للحرمان من الرعاية. ال تقتصر

الرعاية غير الكافية على حاالت الفقر ، لكن الفقر يمثل بالتأكيد عامالً مساهماً رئيسياً. ينفصل العديد من األطفال عن أسرهم ألنهم ال يستطيعون تحمل كلفة رعايتهم. وغالبية األطفال الموجودين في الرعاية السكنية في

جميع أنحاء العالم لديهم آباء و أمهات، إال أن معظمهم يتركون أطفالهم للرعاية البديلة ألنهم ال يستطيعون توفير المعيشة لهم أو ال يمكنهم ضمان

.)Csaky 2009( حصولهم على التعليم والخدمات الصحية األساسيةويضطر العديد من األطفال في المجتمعات الفقيرة إلى ترك عائالتهم سعياً

للحصول على خدمات التعليم والصحة التي تكون غير متوفرة أو باهظة التكاليف. فعلى سبيل المثال، يعيش أكثر من نصف مليون طفل في دور

األطفال في جميع أنحاء إندونيسيا من أجل الحصول على خدمات التعليم غير )DEPOS and Save the Childrenالمتوفرة في مجتمعاتهم المحلية

)2006. ويعد األطفال ذوي اإلعاقة أيضاً عرضة للتأثر بشكل خاص بسبب نقص الدعم من المجتمع المحلي واالعتقاد الخاطئ بأن المؤسسات

تقدم رعاية أفضل من الرعاية العائلية في المنزل، مما يجعلهم أكثر عرضة لإلساءة )EveryChild and BCN 2012(. في بعض مناطق العالم، ال تبدي األسرة الممتدة استعداداً لرعاية األطفال المصابين بمرض فيروس

نقص المناعة المكتسبة )Mann et al. 2012(. وتلعب عوامل أخرى مثل الجنس والسن دوراً كبيراً في مسألة انفصال األطفال عن أسرهم، ففي بعض

المناطق، تالقي الفتيات ترحيباً أكثر من الفتيان لدى األسرة الممتدة، حيث هناك اعتقاد بأنهن يساعدن في األعمال المنزلية، كما أن األسرة تحصل على

مهر الفتاة عند زواجها )Mann 2001(. أما في مناطق أخرى، فيكون التفضيل لصالح األيتام من الذكور على اعتبار أنهم يسهمون في رفع دخل

العائلة )Cantwell and Jacomy-Vite 2011(. كما أن الفتيان أكثر قدرة

على الهجرة من أجل العمل في كثير من مناطق العالم

.)Dotteridge 2004(

ويعتبر نقص الرعاية الذي يعاني منه هؤالء األطفال مصدر قلق هائل بالنسبة لألطفال والمجتمعات المحلية )انظر أدناه(، و هو

انتهاك جسيم لحقوق الطفل. وهناك العديد من المعاهدات الدولية واإلقليمية الخاصة بحقوق اإلنسان وحقوق الطفل التي تلزم الدول األطراف بضمان الرعاية الكافية لألطفال )انظر المربع 3(. وقد

ترجمت هذه الحقوق إلى مبادئ توجيهية عالمية، حصلت على تأييد دولي، بما في ذلك المبادئ التوجيهية للرعاية البديلة لألطفال

)UN 2010 a(، والتي رحبت األمم المتحدة بها رسمياً في عام 2009، و المعايير الدنيا لحماية الطفل في العمل اإلنساني

)CPWG 2012(. وأدى ذلك إلى الدعوة إلى وضع حد الستخدام الرعاية لألطفال دون الثالثة عشرة من العمر في أوروبا

وآسيا الوسطى من قبل اليونيسيف ومكتب المفوض السامي لحقوق اإلنسان في 2011. وفي عام 2013، صدرت دعوة

مماثلة إلى العمل في أمريكا الالتينية10 .

http://www.crin.org/docs/Call%20to%20Action%20-%20Latin%20America%20and%20 و http://www.unicef.org/media/media_59030.html 10. انظر Caribbean.pdf

12 أهمية الرعاية: أهمية الرعاية الكافية لألطفال والمجتمع

المربع‏3:‏لألطفال‏الحق‏في‏تلقي‏الرعاية‏الكافية‏هناك العديد من المعاهدات الدولية لحقوق اإلنسان وحقوق الطفل التي تحمي حق الطفل في الحصول على الرعاية الكافية بما في ذلك ما يلي:

• تقر اتفاقية األمم المتحدة لحقوق الطفل )UNCRC( بأن “الطفل، ولكي تترعرع شخصيته ترعرعاً كامالً و متناسقاً، ينبغي أن ينشأ في بيئة عائلية في جو من السعادة والمحبة والتفاهم.” )األمم المتحدة 1989، الديباجة(. وتقر االتفاقية نفسها أيضاً “بحق كل طفل في مستوى معيشي مالئم لنموه البدني والعقلي والروحي والمعنوي واالجتماعي ... ]وتلزم

الدول األطراف[ ... باتخاذ التدابير المالئمة من أجل مساعدة الوالدين

واألشخاص المسؤولين عن الطفل على تفعيل هذا الحق ... “)األمم المتحدة 1989، المادة 27(.

• تلزم االتفاقية بشأن حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة أيضاً الدول األطراف على تقديم المعلومات والدعم والخدمات لألسر لمنع اإلهمال

والتخلي عن األطفال ذوي اإلعاقة )األمم المتحدة 2006(.

• وعلى نحو مماثل، تطالب المادة 16 من الميثاق األفريقي لحقوق ورفاهية الطفل الحكومات “باتخاذ تدابير تشريعية وإدارية واجتماعية وتعليمية محددة لحماية الطفل من كافة أشكال التعذيب والمعاملة الالإنسانية أو المهينة، وخصوصاً فيما يتعلق باألضرار الجسدية أو العقلية أو اإلساءة أو اإلهمال أو سوء المعاملة، بما في ذلك اإلساءة

الجنسية، أثناء رعاية الطفل.”

© Juconi, M

exico

13 أهمية الرعاية: أهمية الرعاية الكافية لألطفال والمجتمع

“نظرت إلى السرير ورأيت طفالً يبلغ عمره سبع أو ثماني سنوات. أخبرتني الممرضة أن عمره 21 عاماً وبأنه أمضى في المؤسسة مدة 11 عاماً. سألتها كم مرة أخرجوه من السرير فقالت: “و ال مرة “، لم يغادر سريره أبداً خالل

11 عاماً.” MDRI باحث دولي في حقوق اإلعاقة العقلية، صربيا، ورد ذكره في(

)2007 p.v

“تشعر بالسعادة عندما يكون والداك معك، فأنت تعرف أنهم يحبونك”. )فتاة عمرها ما بين 8-12 سنة بالرعاية السكنية في روسيا، ورد ذكرها في

فاميلي فور ايفري تشايلد- عائلة لكل طفل ، 2013a - ص. 10(

يعد األطفال الذين ال يتلقون الرعاية الكافية من بين الفئات األكثر ضعفاً في العالم. ويتعرض الكثير منهم، خصوصاً األطفال الصغار، إلعاقات جسدية

ولغوية وذهنية نتيجة لسوء الرعاية الصحية. على سبيل المثال، يعتبر األطفال ممن هم داخل الرعاية المؤسسية، والسيما ممن هم دون الثالث

سنوات من العمر، أكثر عرضة لمشاكل التأخر في النمو والمشاكل السلوكية ونقص معدل الذكاء مقارنة باألطفال الذين يترعرون في كنف العائلة

Greenberg و Bilson 2009، Browne 2009 ، Williamson)2010(. ويضاف إلى ذلك مشكلة عدم القدرة على الحصول على التعليم التي تواجه العديد من األطفال الذين يعانون من نقص الرعاية، والذين ال يلتحقون بالمدرسة في أغلب األحوال أو ال ينجحون في المدرسة. و يقّل

احتمال التحاق األطفال المحرومين من كال الوالدين بالمدرسة بنسبة %12 مقارنة باألطفال اآلخرين )UN 2010 b(، كما أن األطفال الذين يعيشون في الشوارع أو في مراكز االحتجاز أو مع أرباب العمل محرومون بطبيعة

الحال من االلتحاق بالمدرسة )BCN et al. 2012b(. يعتبر األطفال المحرومون من الرعاية الكافية أكثر عرضة لسوء التغذية واألمراض النفسية واألمراض األخرى مثل أمراض فيروس نقص المناعة المكتسبة واألمراض المرتبطة بتعاطي المخدرات .)Krug et al. 2002; WHO 2006( كما

أن هذه الفئة من األطفال أكثر عرضة لإلشكاالت المرتبطة بحماية الطفل. ومن المعروف أن الحرمان من الرعاية الوالدية له ارتباط مباشر باإلهمال

.)2013b وسوء معاملة األطفال )فاميلي فور ايفري تشايلد- عائلة لكل طفلو على سبيل المثال فإن معظم األوالد و البنات المتأثرين بالعنف واالستغالل

وسوء المعاملة في حاالت الطوارئ هم األطفال المحرومون من الرعاية الوالدية )Beherendt 2008 و Morgan(، كما أن العيش بعيداً عن

األسرة أو فقدان األطفال للحماية األسرية يجعلهم أكثر عرضة لإلساءة .)Delap 2010( الجنسية والهجرة الفردية المحفوفة بالمخاطر

في كثير من الحاالت، تكون آثار نقص الرعاية مهددة الحياة. تؤثر المخاطر الكبيرة للحمل المبكر بين الفتيات اللواتي ال يتلقين الرعاية الكافية على معدل

وفيات األمهات واألطفال الرضع )World Vision 2008(، كما أن األطفال غير المصحوبين بمرافقين راشدين و أولئك المنفصلين عن أسرهم بسبب الحروب و النزاعات هم األكثر عرضة للتجنيد واالستخدام من قبل

القوات والجماعات المسلحة )فريق العمل المعني بالحماية العالمية 2010، ص. 204(. وفي كثير من الحاالت يكون معدل وفيات الرضع الذين يتلقون

الرعاية داخل المؤسسات الكبيرة الحجم أعلى مما هو عليه بين عامة السكان، ففي روسيا، على سبيل المثال، يمثل معدل وفيات األطفال دون سن الرابعة

ممن هم في مؤسسات الرعاية الكبيرة عشرة أضعاف مثيله بين عامة السكان )وزارة الصحة والتنمية االجتماعية 2007(.

غالباً ما يواجه األطفال الذين ال يتلقون الرعاية الكافية الظلم في مختلف جوانب حياتهم. يشمل الظلم التمييز والحرمان من الخدمات األساسية وخدمات

المؤسسات األخرى التي توفر المساعدة لألطفال والشباب. وكثيراً ما تواجه الفتيات الصغيرات في السن من المتزوجات واألطفال الذين يعيشون في الشوارع من دون أسرهم العار والتمييز من العاملين في مجال الرعاية

الصحية، حيث تحرمن من الخدمات الصحية الجنسية والتناسلية الضرورية .)ODI and Save the Children 2013; BCN et al. 2012b(و بالرغم من أن الهجرة قد توفر لألطفال فرصاً وخبرات تعليمية جديدة ، إال أن األطفال الذين يهاجرون بمفردهم، وخاصة األطفال الصغار، أو األطفال

الذين يتم تهريبهم عبر الحدود، غالباً ما يتم التعامل معهم مثل المجرمين، و بالتالي فهم ال يستطيعون الحصول على الخدمات األسياسية المتاحة لبقية

)BCN et al. 2013b; Dotteridge 2004; Punch األطفال(2002. إضافة لذلك كثيراً ما تفشل برامج حماية االجتماعية في الوصول

)Kaplan and Jones إلى األطفال المحرومين من الرعاية الوالدية(2013، كما يتعرض األطفال الذين فقدوا الرعاية الوالدية أو أولئك الذين

ارتبطوا بالعيش في الشوارع أو الذين تعرضوا لالعتداء أواالستغالل الجنسي، إلى التمييز اإلجتماعي والشعور بالعار من قبل المجتمع بشكل عام. ومن

العوامل التي تعمل على تفاقم التمييز اإلجتماعي الهوية الجنسانية واإلعاقة و .)BCN et al. 2012a( اإلصابة بمرض فيروس نقص المناعة المكتسبة

3-‏ما‏هو‏تأثير‏نقص‏الرعاية‏على‏األطفال؟‏

14 أهمية الرعاية: أهمية الرعاية الكافية لألطفال والمجتمع

المربع‏4:‏مثال‏على‏مساهمة‏الرعاية‏الكافية‏في‏تحسين‏حياة‏األطفال،‏قصة‏اكيكي،‏رواندا11

أجرت كورينا ساكي دراسة الحالة هذه لصالح واي كير ماترز- أهمية الرعاية،

“الحياة في الملجأ ليست بحياة.”

توضح قصة اكيكي اآلثار الضارة للرعاية المؤسسية على صحة األطفال منظمة تقوم الذين األيتام من واحد هو اكيكي ومستقبلهم. ورفاهيتهم اوسينجا نيمانزي- الحليب و الماء، Uyisenga ni Imanzi، بمساعدتهم إحدى وهي الرعاية، من جيد مستوى وعلى حقوقهم على الحصول في المنظمات غير الحكومية الرواندية وعضو في منظمة فاميلي فور ايفري تشايلد- عائلة لكل طفل. فقد هؤالء األطفال والشباب والديهم إما أثناء اإلبادة الجماعية أو بسبب مرض فيروس نقص المناعة المكتسبة، وعاني الكثير المشورة المنظمة توفر بالحرمان. الشعور من و كبيرة من صدمة منهم منازل لبناء المساعدة تقدم وكذلك لتعليمهم والتمويل المهني والتدريب لهؤالء األطفال لتمكينهم من إعادة بناء العائالت التي كانت منتشرة سابقاً عن أيضاً الدفاع في المنظمة تنشط الوالدية. كما الرعاية المالجئ و في

حقوق األطفال المحرومين من الرعاية الوالدية.

توفي والد اكيكي ووالدته عندما كان عمره عامين فقط حيث أرسل للعيش في الملجأ حتى أصبح عمره 14 عاماً. كانت جودة الرعاية التي تلقاها هناك سيئة لدرجة أنه عانى من أضرار جسدية ال يمكن معالجتها، فقد

أصيب بعدوى بسبب انعدام النظافة لم يتمكن من العالج منها.

“لقد تم إيداعي بالحجر الصحي ولم يكن الشخص المسؤول يحضر لي الماء الساخن الالزم تنظيف الخراج الموجود في جسمي. كان على أختي الكبرى أن تترك المدرسة وتعود إلى الملجأ لكي ترعاني. ولكن كان هذا

بعد فوات األوان”.

نتيجة لذلك، أصبح اكيكي اآلن مريضاً باستمرار وبحاجة إلى عالج منتظم في المستشفيات. عندما كان في الملجأ كان يقدم له القليل من الطعام وكانت مياه الشرب في كثير من األحيان ملوثة، كما كانت مالبسه ممزقة

وظروف النوم غير مريحة وغير صحية، ولم يكن لدى األطفال فرص للتسلية. وعندما التحق بالمدرسة كانت المدرسة دون المستوى الجيد ولم

يتلّق أي دعم فردي مباشر.

“لم يقم أي شخص بفحص كراستي لمعرفة ما إذا كنت أتعلم”.

لم يتلق اكيكي أي حب أو دعم عاطفي من مقدمي الرعاية في الملجأ.

“أخبرتني الوصية التي تقوم برعايتي والتي اعتدت أن أناديها بأمي في الملجأ بأنها ليست والدتي، وبأن ليس لديها أيرحمة تجاهي.”

لم يكن قادراً على التعبير عن مشاعره أو آرائه. كان لديه شعور بالنقص و عدم الثقة ويشعر بأنه عديم القيمة في المجتمع. يقول اكيكي:

“إن الطفل الذي له قيمة هو من يعيش مع أفراد أسرته )الوالدين واألخوة( ويشعر بالحرية في التعبير عن األفكار واآلراء دون أي تمييز أو إقصاء.”

كان معزوالً عن المجتمع وليس لديه فكرة عن الحياة في الخارج. فلم يكن مثالً يعرف من أين يأتي الطعام وغيرها من األشياء التي كانت تقدم له. أعطي عند مغادرته زياً معيناً يعطى عادة لأليتام، مما جعله يشعر بمزيد

من الغربة.

إن اكيكي هو الطفل األصغر من بين 6 أطفال، و قد مروا جميعهم بتجارب سيئة سببها نقص الرعاية الذي تعرضوا له بعد وفاة والديهم. تم إرسال أخته الكبرى للعيش مع رجل ثري بصفة عاملة منزلية وتعرضت

لالغتصاب و من ثم الحمل من أحد أفراد األسرة وتم طردها في وقت الحق. توفيت إحدى شقيقاته األخريات في حادث، وأرسلت أخرى للعيش

والعمل في إحدى المحالت.

يبلغ اكيكي اآلن من العمر 16 عاماً ويعيش في كيجالي مع خمسة من أقاربه. عاد إلى عائلته قبل عامين بمساعدة منظمة اوسينجا نيمانزي التي

قدمت له الدعم االقتصادي والمساعدة في التعليم واإلرشاد. يبلغ أخاه األكبر من العمر اآلن 28 عاماً، وهو رب األسرة ويعيل األسرة من

خالل عمله كسائق. ويعتز اكيكي بالحب والدعم الذي يتلقاه في المنزل، كما يتحدث عن الرعاية التي يحيطه بها إخوته وأخواته، و كيف يهتمون

بتعليمه ويدعمونه بالمواد المدرسية ويصطحبونه إلى المستشفى لتلقي العالج.

“أحصل على ما يكفي من الطعام في المنزل وال أحد يضايقني. أقوم بممارسة األنشطة التي أستطيع ممارستها، وال أحد يخيفني. أعتقد أن لدي

الوقت الكافي للراحة والترفيه و أشعر بسعادة كبيرة”.

عندما كان يعيش في الملجأ، كان يشعر بأن حياته ستكون قصيرة. ويأمل اكيكي اليوم أن يعيش لفترة أطول، كما يستمتع بالمدرسة وخاصة

الرياضيات والفيزياء والكيمياء ويريد أن يصبح رجل أعمال عندما يكبر.

على الرغم من الدعم الذي يتلقاه اكيكي من إخوته فهو ال يزال يتأثر بفقدان والديه، حيث يقول أن “العيش من دون والدين صعب، من دون

حتى أن تستطيع أن تتذكر بأنك قد رأيتهم قبالً...إنها مشكلة كبيرة بالنسبة لي. أتساءل أحياناً كيف تكون مشاعر حب الوالدين، وأنا أدرك أنني ال

أعرف هذاالشعور إطالقاً ألنه لم يسبق لي أن خبرت هذه المشاعر.” وعلى الرغم من ذلك فهو سعيد باالنضمام للعيش مع إلى أشقائه وشقيقاته

في منزلهم ويأمل “أن يترعرع جميع األطفال في كنف األسرة محاطين بالمحبة والسالم والحماية من الخطر.”

11. This case study was developed using an original interview conducted by ChildLinK in Guyana in 2014. Names have been changed for reasons of confidentiality.

15 أهمية الرعاية: أهمية الرعاية الكافية لألطفال والمجتمع

يخلق نقص رعاية األطفال أجياالً ضائعة، فالمشاكل التي يعاني منها هؤالء الفتيان والفتيات في مرحلة الطفولة تحد بشدة من إمكاناتهم

المستقبلية في الحياة. وكما رأينا في الجزء )3(، فقد يتراجع األطفال المحرومون من الرعاية الكافية نتيجة للتأخر اللغوي أو البدني أو

الذهني. كما أن أغلب األطفال الذين يعيشون بعزلة عن المجتمع، مثل أولئك الذين يعيشون في مرافق الرعاية المؤسسية، يفتقدون لمهارات التواصل اإلجتماعي األساسية والمهارات األساسية األخرى في سن

الرشد )EveryChild 2011(. وتقل فرصهم في الحصول على فرص العمل، حيث يكونون أكثر عرضة للمشاكل الصحية والسلوكية والبدنية

والنفسية، مثل أمراض االكتئاب والسمنة وأمراض القلب والسرطان و العنف والسلوكيات الخطرة واألمراض المنقولة جنسياً وتلك الناجمة

عن إدمان الكحول والمخدرات )Gilbert et al. 2009(. ترتبط هذه اإلشكاليات بالسلوكيات اإلجتماعية العدائية واإلجرامية في مرحلة

البلوغ. وقد أظهرت دراسة في روسيا أن واحداً من بين كل ثالثة أطفال يتركون الرعاية السكنية يصبحون من المتشردين، كما أن واحداً من بين

كل خمسة أطفال يصبح له سجل جنائي، وواحد من بين كل 10 أطفال .)Tobis 2000( ًيموت منتحرا

“حيث تنفضل عن والديك تصبح حياتك سيئة. يجب أال يكون األطفال معزولين عن والديهم على اإلطالق طالما هم على قيد الحياة.”

)فتاة يتراوح عمرها ما بين 8-12 عاماً تعيش في رعاية األسرة الممتدة في كينيا، اقتبست قصتها من فاميلي فور ايفري تشايلد- عائلة لكل طفل

، 2013b - ص. 10(

“األطفال ال يعرفون ما يحدث في الخارج.” )فتى عمره 14 عاماً يعيش في الرعاية السكنية في ماالوي، اقتبست

قصته من ايفري تشايلد 2011، ص. 13(

غالباً ما ما تنتقل األضرار الناجمة عن نقص الرعاية إلى األجيال التالية. كما أن الراشدين الذين سبق أن تعرضوا لإلهمال أو اإلساءة في طفولتهم

يصبحون في أغلب الحاالت غير قادرين على تربية أطفالهم بطريقة )Csaky 2009(.إيجابية

على الرغم أنه من غير المقبول النظر إلى رفاه الطفل من منظور اقتصادي )Woodhead 2006(، إال أن نقص الرعاية له أثر

اقتصادي كبير على المجتمع ككل، وخصوصاً أنه يستنزف رأس المال البشري وبالتالي فإنه يعيق النمو. وقد أشارت دراسة أمريكية إلى

أن األشخاص الراشدين الذين عانوا أثناء طفولتهم من سوء المعاملة واإلهمال يكون معدل توظيفهم في الغالب أقل بنسبة 14% مقارنة بعامة

السكان،

كما أنهم على األغلب ال يستخدمون حساباً مصرفياً أو سيارة أو منزل، كما جاء في التقرير أن دخلهم أقل من المتوسط بشكل عام على

مدار حياتهم )Currie and Widom 2010(. إضافة لذلك فإن البالغين الذين سبق أن عانوا من نقص الرعاية في طفولتهم هم أيضاً

أكثر عرضة لالعتماد على دعم الخدمات العامة، وبتكلفة كبيرة بالنسبة لميزانية الدولة. وفي الواليات المتحدة، تقدر التكاليف اإلجمالية من األرباح المفقودة والعائدات الضريبية نتيجة إلساءة معاملة األطفال

والوفاة المبكرة ودعم الخدمات المقدمة لألطفال الذين تعرضوا لسوء المعاملة بنسبة 1% من الناتج المحلي اإلجمالي سنوياً

)Fromm 2001(. وعالوة على ذلك، يعد توفير الدور التابعة لمؤسسات الرعاية الخاصة باألطفال، والتي غالباً ما تكون غير

مالئمة دون المستوى، أكثر تكلفة من دعمهم للعيش داخل األسرة .)EveryChild 2011(

كما يحد نقص الرعاية بشكل كبير من قدرة المجتمعات على تحقيق أهداف التنمية. وقد تبين أن عدم منح األولوية لرعاية األطفال في إطار

األهداف اإلنمائية لأللفية كان عائقاً رئيسياً نحو تحقيقها (Delap 2010(. وهناك اتفاق واسع النطاق بين الجمعيات الخيرية

لرعاية األطفال على أن رعاية األطفال هي القضية األساسية التي يقوم عليها نجاح خطة التنمية لما بعد 2015، و الذي سيحل محل األهداف

اإلنمائية لأللفية عند نهايتها . و قد اعتبر على وجه الخصوص أن األطفال الذين ال يتلقون الرعاية الكافية هم هدف رئيسي للحد من عدم

المساواة في جميع قضايا التنمية والقضايا اإلنسانية (BCN et al. 2012a(. وتعد رعاية األطفال المدخل األساسي

لمعالجة كافة قضايا حماية األطفال بما في ذلك قضايا الهجرة غير اآلمنة وعمالة األطفال الضارة واالستغالل الجنسي لألطفال.

لطالما عّبر األطفال عن رغبتهم القوية بتحسين الرعاية الخاصة بهم كأولوية رئيسية. ففي الفترة ما بين عامي 2012 و 2013 قامت فاميلي فور ايفري تشايلد- عائلة لكل طفل، والمنظمات األعضاء معها باستشارة 600 طفل من األطفال الضعفاء في سبعة دول بشأن أولوياتهم الخاصة

بخطة التنمية لما بعد 2015. وقد أكد هؤالء األطفال أهمية الترعرع ضمن أسرة آمنة وعطوفة كإحدى أهم أولوياتهم، والتي جاءت في الغالب قبل االحتياجات المادية وحقهم في الحصول على الخدمات )فاميلي فور ايفري تشايلد- عائلة لكل طفل 2013a(. وفي عام 2005 أيضاً أثبتت نتائج إحدى الدراسات االستشارية في 18 دولة حول أولويات األطفال

بالنسبة لألهداف اإلنمائية لأللفية األهمية التي أوالها األطفال لوجود عالقات حب قوية توفر لهم األمان

.)Grow up Free from Poverty – 2005)

4.‏كيف‏يؤثر‏النقص‏في‏رعاية‏األطفال‏على‏المجتمع‏بأكمله؟‏

12. هذا إجماع من مجموعة واسعة من الوكاالت اإلنمائية واإلنسانية التي تعمل معا في حملة من أجل أن تكون رعاية وحماية األطفال جوهرية في خطة التنمية لما بعد عام 2015. هناك لمزيد من المعلومات يرجى اإلطالع على سلسلة المقاالت بعنوان Protect my future التي تلقي الضوء على العالقة بين حماية األطفال وتحقيق األهداف المركزية للتنمية. انظر:

http://www.familyforeverychild.org/knowledge-centre

16 أهمية الرعاية: أهمية الرعاية الكافية لألطفال والمجتمع

“ أستمد األمان من وجود كل من أحبهم إلى جانبي”. )فتاة عمرها 15 عاماً من البرازيل شاركت في استشارة لألطفال

الضعفاء جداً حول أولوياتهم الخاصة لما بعد عام 2015، ورد ذكرها )2013a ، في فاميلي فور ايفري تشايلد- عائلة لكل طفل

إن اآلثار طويلة األجل لنقص الرعاية ليست حتمية تماماً وإذا أمكن إيجاد منازل الرعاية لألطفال،

يمكن التخلص من العديد من اآلثار السلبية للرعاية السيئة )الستطالع .)Woodhead 2006مزيد من األمثلة، انظر المربع 5 أدناه، و

يصح القول أيضاً أنه في حين يفقد األطفال الكثير بسبب حرمانهم من الرعاية الكافية، إال أن لديهم في الوقت ذاته مرونة هائلة تمكنهم من مواجهة المصاعب، وفي بعض الحاالت، يكتسب األطفال المهارات

والصداقات أثناء الفترة التي يقضونها بعيداً عن العائلة والتي ينبغي البناء )Burr 2002; Dotteridge 2004; Punch 2002(. عليها

المربع‏5:‏مثال‏على‏مساهمة‏الرعاية‏الكافية‏في‏تحسين‏حياة‏األطفال

قصة‏اكيكي،‏رواندا13

أجرت كورينا ساكي دراسة الحالة هذه لصالح واي كير ماترز- أهمية Why Care Matters 28.2.2014 ،الرعاية

“الحياة في الملجأ ليست بحياة’’.توضح قصة اكيكي اآلثار الضارة للرعاية المؤسسية على صحة

األطفال ورفاهيتهم ومستقبلهم. اكيكي هو واحد من األيتام الذين تقوم ،Uyisenga ni Imanzi ،منظمة اوسينجا نيمانزي- الحليب و الماءبمساعدتهم في الحصول على حقوقهم وعلى مستوى جيد من الرعاية،

وهي إحدى المنظمات غير الحكومية الرواندية وعضو في منظمة فاميلي فور ايفري تشايلد- عائلة لكل طفل. فقد هؤالء األطفال والشباب والديهم

إما أثناء اإلبادة الجماعية أو بسبب مرض فيروس نقص المناعة المكتسبة، وعاني الكثير منهم من صدمة كبيرة و من الشعور بالحرمان. توفر

المنظمة المشورة والتدريب المهني والتمويل لتعليمهم وكذلك تقدم المساعدة لبناء منازل لهؤالء األطفال لتمكينهم من إعادة بناء العائالت التي كانت

منتشرة سابقاً في المالجئ و الرعاية الوالدية. كما تنشط المنظمة في الدفاع أيضاً عن حقوق األطفال المحرومين من الرعاية الوالدية.

توفي والد اكيكي ووالدته عندما كان عمره عامين فقط حيث أرسل للعيش في الملجأ حتى أصبح عمره 14 عاماً. كانت جودة الرعاية التي تلقاها هناك سيئة لدرجة أنه عانى من أضرار جسدية ال يمكن معالجتها، فقد

أصيب بعدوى بسبب انعدام النظافة لم يتمكن من العالج منها.

“لقد تم إيداعي بالحجر الصحي ولم يكن الشخص المسؤول يحضر لي الماء الساخن الالزم تنظيف الخراج الموجود في جسمي. كان على أختي الكبرى أن تترك المدرسة وتعود إلى الملجأ لكي ترعاني. ولكن كان هذا

بعد فوات األوان”. نتيجة لذلك، أصبح اكيكي اآلن مريضاً باستمرار وبحاجة إلى عالج

منتظم في المستشفيات. عندما كان في الملجأ كان يقدم له القليل من الطعام وكانت مياه الشرب في كثير من األحيان ملوثة، كما كانت مالبسه ممزقة

وظروف النوم غير مريحة وغير صحية، ولم يكن لدى األطفال فرص للتسلية. وعندما التحق بالمدرسة كانت المدرسة دون المستوى الجيد ولم

يتلّق أي دعم فردي مباشر.

“لم يقم أي شخصقط بفحص كراستي لمعرفة ما إذا كنت أتعلم”.لم يتلق اكيكي أي حب أو دعم عاطفي من مقدمي الرعاية في الملجأ.

“أخبرتني الوصية التي تقوم برعايتي والتي اعتدت أن أناديها بأمي في الملجأ بأنها ليست والدتي، وبأن ليس لديها أي رحمة تجاهي.”

لم يكن قادراً على التعبير عن مشاعره أو آرائه. كان لديه شعور بالنقص و عدم الثقة ويشعر بأنه عديم القيمة في المجتمع. يقول اكيكي:

“إن الطفل الذي له قيمة هو من يعيش مع أفراد أسرته )الوالدين واألخوة( ويشعر بالحرية في التعبير عن األفكار واآلراء دون أي تمييز أو إقصاء.” كان معزوالً عن المجتمع وليس لديه فكرة عن الحياة في الخارج. فلم يكن

مثالً يعرف من أين يأتي الطعام وغيرها من األشياء التي كانت تقدم له. أعطي عند مغادرته زياً معيناً يعطى عادة لأليتام، مما جعله يشعر بمزيد

من الغربة.

إن اكيكي هو الطفل األصغر من بين 6 أطفال، و قد مروا جميعهم بتجارب سيئة سببها نقص الرعاية الذي تعرضوا له بعد وفاة والديهم. تم إرسال أخته الكبرى للعيش مع رجل ثري بصفة عاملة منزلية وتعرضت

لالغتصاب و من ثم الحمل من أحد أفراد األسرة وتم طردها في وقت الحق. توفيت إحدى شقيقاته األخريات في حادث، وأرسلت أخرى للعيش

والعمل في إحدى المحالت.

يبلغ اكيكي اآلن من العمر 16 عاماً ويعيش في كيجالي مع خمسة من أقاربه. عاد إلى عائلته قبل عامين بمساعدة منظمة اوسينجا نيمانزي التي

قدمت له الدعم االقتصادي والمساعدة في التعليم واإلرشاد. يبلغ أخاه األكبر من العمر اآلن 28 عاماً، وهو رب األسرة ويعيل األسرة من

خالل عمله كسائق. ويعتز اكيكي بالحب والدعم الذي يتلقاه في المنزل، كما يتحدث عن الرعاية التي يحيطه بها إخوته وأخواته، و كيف يهتمون

بتعليمه ويدعمونه بالمواد المدرسية ويصطحبونه إلى المستشفى لتلقي العالج.

“أحصل على ما يكفي من الطعام في المنزل وال أحد يضايقني. أقوم بممارسة األنشطة التي أستطيع ممارستها،

13. This case study is from an original interview conducted by Uyisenga ni Imanzi in Rwanda in 2014. Akiki is not the boy‘s real name, for purposes of anonymity. For more information visit www.familyforeverychild.org/es/node/233

© D

avid

Bru

netti

/Eve

ryC

hild

/FS

CE

, E

thio

pia

17 أهمية الرعاية: أهمية الرعاية الكافية لألطفال والمجتمع

© D

avid

Bru

netti

/Eve

ryC

hild

/FS

CE

, E

thio

pia

وال أحد يخيفني. أعتقد أن لدي الوقت الكافي للراحة والترفيه و أشعر بسعادة كبيرة”.

عندما كان يعيش في الملجأ، كان يشعر بأن حياته ستكون قصيرة. ويأمل اكيكي اليوم أن يعيش لفترة أطول، كما يستمتع بالمدرسة وخاصة الرياضيات والفيزياء والكيمياء ويريد أن يصبح رجل أعمال عندما يكبر.

على الرغم من الدعم الذي يتلقاه اكيكي من إخوته فهو ال يزال يتأثر بفقدان والديه.

حيث يقول أن “العيش من دون والدين صعب، من دون حتى أن تستطيع أن تتذكر بأنك قد رأيتهم قبالً...إنها مشكلة كبيرة بالنسبة لي. أتساءل أحياناً

كيف تكون مشاعر حب الوالدين، وأنا أدرك أنني ال أعرف هذاالشعور إطالقاً ألنه لم يسبق لي أن خبرت هذه المشاعر.” وعلى الرغم من ذلك

فهو سعيد باالنضمام للعيش مع إلى أشقائه وشقيقاته في منزلهم ويأمل “أن يترعرع جميع األطفال في كنف األسرة محاطين بالمحبة والسالم والحماية

من الخطر.”

18 أهمية الرعاية: أهمية الرعاية الكافية لألطفال والمجتمع

5-‏ما‏هي‏اإلجراءات‏الالزمة‏لتحسين‏رعاية‏األطفال؟

تمثل عملية تحسين رعاية األطفال تحدياً على المستويات الفنية و السياسية و اإلجتماعية. على الرغم من أن الكثير من األبحاث تعنى

بنشر المعرفة والوعي حول اآلثار الضارة لنقص الرعاية وتطرح أمثلة بديلة عن أنظمة الرعاية الناجحة ، إال أن المعرفة هذه ال تشمل جميع السياقات الثقافية، كما أنه ال تزال هناك بعض الثغرات الكبيرة متعلقة باستيعابها. و ال يوجد تقدير أو دراسات كافية للدور المهم الذي تلعبه األسرة الممتدة والمجتمعات بشكل عام لضمان توفير الرعاية الكافية لألطفال، إضافة إلى قصور في فهم األطفال لماهية الرعاية الكافية

وكيفية تحقيقها. كما أن العالقة بين الرعاية غير الرسمية التي تقدمها األسر والمجتمعات المحلية واألنظمة الرسمية التي تديرها الحكومات

ينقصها الفهم الصحيح. وإضافة لذلك فإن هناك نقص في الدراسات التي تبحث في كيفية تفعيل األمثلة المهنية الناجحة بحيث يمكن تحقيق التغيير على نطاق شامل. )Oak et al. 2012(. فما زال يسود االعتقاد بأن

القاعدة الواحدة تناسب جميع الحاالت، وهناك حذر نحو تجنب إجراء دراسات متعمقة تبحث في النماذج المختلفة للرعاية. تتضح الوسائل

المتعددة لتحقيق الرعاية الكافية في السياقات المختلفة حين يتم إنجاز هذه النوعية من الدراسات، بحيث تشير إلى الحاجة إلى اتباع مناهج محددة

لكل سياق على حدة، بحيث يراعي كل منهج أنظمة الرعاية المحلية ويكون قادراً على تطوير نقاط القوة و البناء عليها ومعالجة السلوكيات

الضارة وتلك التي تنطوي على التفرقة والتمييز )Mann 2001; Woodhead 2006; Inter-Agency

Learning Initiative on Community Based Child Protection Mechanisms 2012(.

وباإلضافة إلى ما سبق، تنقص اإلرادة السياسية واالجتماعية الالزمة لتطبيق المعرفة النظرية على نطاق أشمل في كثير من الحاالت. فتحسين

رعاية األطفال يتطلب استثمارات حكومية في كثير من فئات المجتمع المهمشة ، مثل الفئات التي ليس لها صوت سياسي والتي غالباً ما تقع

ضحية للتمييز االجتماعي. وقد ال يتضح أثر االستثمار في مرحلة البداية حيث يستغرق عدة سنوات لتثمر نتائجه، مما يجعل استثماراً

كهذا أمراً منفراً بالنسبة لكل من الحكومات والشركات والجهات المانحة التي ترغب بنتائج سريعة. وقد يتطلب األمر أيضاً تحدياً من الحكومات

والجهات الفاعلة األخرى للمعتقدات والممارسات والتشريعات القائمة التي تساعد على استمرار نقص الرعاية، حيث يعتبر التحدي من هذا

النوع مثير للجدل وغير مستحب من الناحية السياسية. تتطلب مواجهة هذه التحديات قيادة سياسية قوية مدعومة من الفئات الملتزمة والناشطة

من فئات المجتمع المدني وذلك لمراجعة وتغيير السياسات والتأثير على المواقف بحيث يتحقق التطوير في مجال الرعاية. تلعب قطاعات

المجتمع المدني دوراً مهماً فهي تتمتع بالمرونة والخبرة الواقعية الالزمتين لتطوير األداء المبتكر الفعال والذي يمكن للحكومات تكراره

Family for Every Child and،والبناء عليه. )على سبيل المثال JUCONI 2014; EveryChild and Partnership for

Every Child 2013(. ينبغي على الحكومات أن تكون على استعداد للتعلم واالستفادة من خبرات فئات المجتمع المدني واإلصغاء إلى األسر

والمجتمعات وتقديم المساعدة لهم، ففئات المجتمع المدني هذه توفر الجزء األكبر من الدعم لألطفال المحرومين من الرعاية الكافية، ويجب

)JLICA 2009(.االعتراف بدورها والبناء عليه

إن الوقوف على سوء استخدام الرعاية المؤسسية مسألة في غاية األهمية. تشير األدلة المتعلقة باآلثار الضارة للرعاية المؤسسية، خاصة

بالنسبة لألطفال ممن هم دون سن الثالث سنوات، إلى ضرورة إنهاء استخدامها كخيار رعاية لألطفال. و ال يمكن تحقيق ذلك إال مع تقديم

الدعم لألسر وتطوير أشكال أفضل من الرعاية البديلة. ينبغي دعم األطفال الذين يعيشون ضمن مرافق الرعاية المؤسسية وإعادة إدماجهم

مع أسرهم األصلية أو توفير الرعاية البديلة الجيدة عند الضرورة. وهناك حاجة إلى المزيد من خدمات التنظيم والتفتيش للحد من انتشار

مؤسسات الرعاية ذات الخدمة الرديئة و تلك التي ال تخضع للتنظيم.

تعتبر معالجة الفقر وعدم المساواة من القضايا الملحة حيث يرتبط كالهما بحرمان األطفال من الرعاية الكافية، فاألسر الفقيرة بحاجة لقدر

أكبر من الحماية االجتماعية لتعزيز قدرتها على رعاية األطفال. لذلك ينبغي الجمع بين التحويالت النقدية والدعم االجتماعي بشكله األشمل

مثل مجموعات الدعم اإلجتماعي والمساعدة و النصح في أساليب التربية الصحيحة، وتقديم المشورة بالتوظيف إضافة إلى معالجة اإلدمان . كما

يجب تسهيل الحصول على التعليم والصحة والخدمات األساسية األخرى و جعلها في متناول األطفال الضعفاء و ذلك لوقايتهم من االضطرار إلى ترك المنزل من دون سبب. وتحتاج أيضاً المعايير والمواقف االجتماعية التي تسمح باستمرار نقص الرعاية إلى معالجة شاملة من خالل حمالت

المعلومات العامة واإلصالح القانوني على سبيل المثال. وهذا يشمل معالجة التمييز على أساس اإلعاقة والجنس والعرق فضالً عن العنف

الجنسي والممارسات التقليدية المؤذية مثل العقاب البدني أو المهين

http://www.familyforeverychild.org/knowledge-centre 14. توجد مجموعة واسعة من الموارد بشأن رعاية األطفال على الموقعhttp://www.bettercarenetwork.org/bcn والموقع

15. انظر )Roelen and Shelmerdine( 2014 بشأن التوصيات اإلضافية حول تصميم برامج الحماية االجتماعية لضمان تعزيزها لرعاية األطفال.

19 أهمية الرعاية: أهمية الرعاية الكافية لألطفال والمجتمع

وزواج األطفال المبكر والزواج أو القسري. هذا يعني بمعنى آخر تعزيز األسرة باعتبارها أفضل بيئة لتنشئة الطفل.

إن تحقيق الرعاية الكافية لجميع األطفال أمر قابل للتحقيق. وهناك العديد من األمثلة اإليجابية من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك البرازيل، كما

هو موضح في المربع 6 أدناه.

لقد حققت العديد من الدول إصالحات مهمة ألنظمة الرعاية الخاصة

بها. و يتضمن دليل الرعاية البديلة لألطفال العديد من األمثلة كما أنه

مرجع مفيد لجميع الجهات الملتزمة باتخاذ المبادرة.

المربع‏6:‏مثال‏حول‏إصالح‏نظام‏الرعاية‏في‏البرازيل16 البرازيل هي دولة ذات دخل متوسط عاٍل يبلغ عدد سكانها أقل من

200 مليون شخص، منهم 59 مليون من األطفال . يبلغ عدد األطفال المسجلين على أنهم يعيشون في مؤسسات الرعاية البديلة الرسمية بما في ذلك منازل إيواء المجموعات الصغيرة والرعاية بالتبني والمنازل المؤقتة وقرى األطفال 1737.861 طفل. كما يبلغ عدد األطفال الذين

يعتقد أنهم يعيشون أو يعملون في الشوارع 23.973 طفل، على الرغم من أن األرقام الفعلية قد تكون أعلى من ذلك بكثير )وزارة

التنمية االجتماعية )البرازيل(MDS/FIOCRUZ 2010(. تكون غالبية هؤالء األطفال من المجتمعات الفقيرة والمهمشة و غالباً ما

يكون أحد الوالدين أو كالهما على قيد الحياة، فالفقر والعنف المنزلي وتعاطي المخدرات يدفع العديد من األطفال إلى الشوارع. و إضافة

إلى ذلك، يعتبر اإلهمال واإلساءة الجنسية وهجر االطفال من األسباب الرئيسية التي تؤدي إلى إيواء األطفال في دور الرعاية الرسمية من

قبل السلطات. تشكل المعايير والقيم الثقافية المرتبطة بالعنف والجنس واإلثنية أساس اإلهمال وإساءة معاملة األطفال.

نجحت البرازيل في السنوات األخيرة في االنتقال بنهج عملها مع األطفال واألسر الضعيفة حيث ابتعدت عن االعتماد على الرعاية

السكنية واتجهت نحو توجيه تركيز أكبر على األسر. استندت هذه النقلة على إطار قانوني وخطة عمل وسياسات شاملة تسعى في مجملها إلى تعزيز قدرة األسر على تنشئة ورعاية األطفال بشكل فاعل. تم التعامل مع الفقر وتأثيره على الرعاية والحماية على محمل الجد، حيث كانت

االستجابة له من خالل برامج اجتماعية شاملة. في أغلب الحاالت كان يتم تعيين أخصائي إجتماعي لألطفال واألسر الضعيفة يقوم على مساعدتهم الحصول على مجموعة من الخدمات مثل التحويالت النقدية وتقديم المشورة والنصح والمساعدة في توفير السكن والعمل ومعالجة

تعاطي مواد اإلدمان. كما تقوم فرق من األخصائيين االجتماعيين بالمساعدة أيضاً في بناء الوعي المجتمعي بالرعاية والحماية من

المخاطر وتحديد األطفال الضعفاء. كما يجري العمل على إعادة إدماج

األطفال الذين يعيشون أو يعملون في الشوارع أو في دور الرعاية مع أسرهم، أو توفير رعاية مؤقتة بالتبني لهم في الوقت الذي يتم فيه توفير

البرامج االجتماعية لألسرة األصلية.

أو توفير منزل دائم جديد عند الضرورة. وفي الحاالت الحرجة، يتم توفير رعاية سكنية صغيرة الحجم قصيرة األجل لألطفال أثناء األزمات

عند الحاجة الى الدعم المكثف. وهناك عرف متبع حديثاً وهو ’جلسات االستماع المركزة‘ لألطفال المقيمين في دور الرعاية السكنية، حيث

يقوم الطفل واألسرة وممثلون عن القضاء وأخصائيوا الرعاية معاً بتقييم إمكانية عودة الطفل إلى أسرته وتقييم أفضل السبل لتوفير الرعاية البديلة

الجيدة له لألطفال.

وهناك أيضا استثمار كبير في خيارات الرعاية التي تعتمد على األسرة و ذلك بالنسبة لألطفال الذين ال يمكن تقديم الرعاية لهم في المنزل، ويشمل هذا

توظيف األسر التي تقوم بالتبني، والذي أدى إلى زيادة خدمات الرعاية البديلة. كما يتم بذل الجهود للحد من لزمن الذي يقضيه الطفل في’المرحلة االنتقالية‘،

ريثما يتم تأمين الرعاية البديلة الدائمة بحيث ال تتجاوز العامين. يوجد عدة خيارات يمكن للمجتمع المدني من خاللها المشاركة في تصميم وتنفيذ سياسات دعم األسرة والرعاية البديلة، فباإلضافة إلى االستثمار في الرعاية البديلة هناك

حملة واسعة للتبني المحلي.

و ريثما تظهر النتائج الكاملة لهذه الجهود فقد بدأت بعض المؤشرات اإليجابية بالظهور، حيث انخفض عدد األطفال الذين يعيشون في دور

الرعاية البديلة نتيجة للفقر، كما قّل استخدام الرعاية السكنية بشكل عام. ويجري التعامل مع الحاالت الفردية لألطفال المحرومين من الرعاية

الكافية بسرعة أكبر حيث أصبح الوقت الذي يمضيه األطفال في مراكز العبور السكنية أقل من ذي قبل. كما توزعت مجموعة واسعة من األخصائيين والعاملين اإلجتماعيين من خلفيات أكاديمية متنوعة

في جميع أنحاء البالد، بحيث أسهم هذا في رفع مستوى خدمات حماية األطفال، و يوجد حالياً 12 مليون أسرة تتلقى الحماية االجتماعية و كما

يستفيد منها نحو 48 مليون نسمة بشكل عام

)Ministerio de Desenvolvimiento Social e Combatea Fome 2009(.

Family for Every Child )2013( Improving social work in Brazil. Results of an appreciative inquiry of social:16. المصدر الذي أخذت منه دراسة الحالة هو.work with vulnerable children and families in Brazil. London: Family for Every Child

www.worldpopulationstatistics.com/brazil-population-2013/ .17

20 أهمية الرعاية: أهمية الرعاية الكافية لألطفال والمجتمع

و ال تزال هناك العديد من التحديات بالرغم من هذه اإلنجازات، فمستوى الحاجة يفوق الموارد المتوفرة بكثير، و ال يوجد عدد كاف من

األخصائيين االجتماعيين، حيث يحتاج األخصائيون الحاليون المزيد من التدريب، كما أن العبء البيروقراطي المفروض عليهم يحول

دون قدرتهم على تقديم الدعم الالزم. وهناك نقص في خدمات اإلحالة االحتياطية، خصوصاً فيما يتعلق بقضية تعاطي المخدرات، كما أن

هناك حاجة أكبر إلى إيجاد األسر التي تقوم بالتبني و يوجد العديد من المنظمات العاملة في مجال الرعاية الغير مسجلة أو منظمة من قبل

الدولة. إضافة لذلك هناك نقص مزمن في جمع البيانات والمشاركة بها، سواء على المستوى الكلي العام أو في الحاالت الفردية من األطفال.

يبقى الفقر والتمييز اللذان يسببان ضعف األطفال وأسرهم مستمراً .)2013c فاميلي فور ايفري تشايلد- عائلة لكل طفل(

وتبقى حكومة دولة البرازيل ملتزمة بتحسين رعاية األطفال ومستمرة في تبني المبادئ التوجيهية للرعاية البديلة لألطفال على الصعيدين

الوطني والعالمي. وقد تحقق كل ذلك من خالل إعادة توجيه اإلطار االجتماعي والقضائي في البرازيل. وهذا يشمل استثمارات كبيرة في

مجالي اإلصالح القانوني والسياسات، و في المراجعة وإعداد الوثائق والخطط الرئيسية وإعادة توجيه الموظفين المتضررين منها، إضافة إلى زيادة الموارد الخاصة بالبرامج االجتماعية والعمل االجتماعي،

وإعادة توجيه الموارد بعيداً عن تطوير الرعاية المؤسسية نحو توسيع الدعم لألسر والحد من نقص الرعاية. وقد كان االلتزام السياسي

المستمر وتشكيل فريق عمل وطني برئاسة منظمة اسوسياسو برازيليا Associação ،تيرا دوزومنز- الرابطة البرازيلية ألرض اإلنسانBrasileira Terra dos Homens، عضو منظمة فاميلي فور

ايفري تشايلد- عائلة لكل طفل، في البرازيل للمساعدة في هذه العملية في غاية األهمية، كما كانت األنظمة الرسمية فعالة في تمكين األطفال

واألسر من المشاركة على جميع المستويات.

21 أهمية الرعاية: أهمية الرعاية الكافية لألطفال والمجتمع

تتطلب عملية تحسين رعاية األطفال العمل من جميع فئات المجتمع. وهي مهمة تنطوي على تحّد كبير ليس بالنسبة للمتخصصين في حماية الطفل فحسب، بل تؤثر على كافة القطاعات، مثل التعليم والصحة، والتخطيط

االقتصادي والعمل اإلنساني. وهي مسألة تخص الحكومات والبرلمانيين والشركات والنقابات والوكاالت الثنائية والمتعددة األطراف و وسائل اإلعالم والمنظمات الوطنية والدولية غير الحكومية. وأخيرا وليس آخراً، فهي تخص

األطفال واألسر نفسها. تلعب جميع هذه الجهات دوراً في تصميم و تحقيق التغيير و في محاسبة اآلخرين بشأن تحسين رعاية األطفال.

تهدف التوصيات التالية إلى الحد من نقص الرعاية واالستجابة لهذه القضية، وهي تستند على التجربة الجماعية للمنظمات الوطنية األعضاء في فاميلي فور ايفري تشايلد- عائلة لكل طفل و التي تعمل بشكل مباشر مع األطفال

الضعفاء في جميع مناطق العالم.

1.‏بناء‏فهم‏متعمق‏للرعاية‏في‏جميع‏السياقات‏وتطوير‏االستجابات‏المالئمة‏محلياً.‏

- اكتساب فهم صحيح حول توفير الرعاية الرسمية والرعاية الحكومية،

إضافة إلى الرعاية والدعم التي تقدمهما األسرة و المجتمعات المحلية.

- البناء على نقاط القوة المتوفرة، بما في ذلك

الدعم الهام الذي توفره األسرة الممتدة.

- استطالع إمكانية تكرار وتوسيع نطاق التجارب المبتكرة الواعدة

التي قامت بتطويرها منظمات المجتمع المدني الوطنية.

- العمل على فهم وجهات نظر األطفال

بشأن الرعاية الكافية وغير الكافية.

إعطاء‏رعاية‏األطفال‏األولوية‏السياسية‏والمالية.‏ 2.‏‏ - تخصيص موارد كافية لضمان الرعاية الكافية لجميع األطفال.

- دمج رعاية األطفال في خطة التنمية لما بعد عام 2015 من خالل تحديد هدف أو غاية معينة تتعلق بالرعاية على سبيل المثال.

- جعل االستثمارات في مجال رعاية األطفال أكثر وضوحاً، مع تحديد خطوط واضحة مخصصة للمساءلة.

- جمع ورصد البيانات بشأن األطفال المحرومين من الرعاية الكافية بشكل منتظم.

ضمان‏قدر‏أوسع‏من‏التنمية‏و‏األعمال‏اإلنسانية‏لتعزيز‏الرعاية‏ 3.‏‏الفعالة‏لألطفال.

- جعل الخدمات الصحية والتعليمية خدمات إنقاذ الحياة وغيرها من الخدمات األساسية في متناول األطفال الفقراء والمهمشين ضمن

مجتمعاتهم المحلية، بحيث تشمل األطفال المحرومين من الرعاية الكافية.

- التأكيد على التعاون المشترك بين العاملين في مجاالت رعاية األطفال والصحة والتعليم والعدالة والتنمية والهجرة والحد من الفقر والجاهزية واالستجابة للكوارث للحيلولة دون التعرض لالنفصال غير الضروري

عن أسرهم.

- دعم األطفال المحرومين من الرعاية الكافية للمشاركة في تصميم وتنفيذ القوانين والسياسات والهياكل األنظمة والخدمات ذات الصلة.

4.‏زيادة‏التغطية‏الخاصة‏بالحماية‏االجتماعية‏وجودتها‏من‏أجل‏تعزيز‏قدرة‏األسر‏على‏رعاية‏األطفال.

- تزويد األسر و القائمين على رعاية لألطفال الضعفاء ببرنامج متكامل من التحويالت النقدية وأشكال أوسع من الدعم االجتماعي للمساعدة في

تمكينهم من رعاية األطفال بالشكل الصحيح.

- التخطيط الدقيق لبرامج الحماية االجتماعية بالنسبة لألسر واألطفال الضعفاء وذلك لضمان الحصول على الفائدة المرتجاة وتجنب أي تأثير

ضار برعاية األطفال .

5.‏‏ضمان‏التزام‏جميع‏الدول‏بالمبادئ‏التوجيهية‏للرعاية‏البديلة‏لألطفال.

تعتبر النقاط التالية في غاية األهمية.

- البناء على نقاط القوة التي توفرها أنظمة الرعاية غير الرسمية والعمل على معالجة أية سلوكيات ضارة أو تلك التي تنطوي على التمييز بجميع

أشكاله.

- وضع حد الستخدام الرعاية المؤسسية بالنسبة لجميع األطفال، والسيما ممن هم دون الثالث سنوات، و تطوير وسائل بديلة أكثر أماناً، مثل توفير دعم فعلي أكبر للعائالت وذلك لتسهيل إعادة اإلدماج وتمكين منازل إيواء

المجموعات الصغيرة ورعاية التبني.

- مراجعة وإصالح القوانين والسياسات الوطنية إذا لزم األمر، بحيث يتم منح األولوية لرعاية األطفال في بيئة أسرية دائمة توفر لهم العطف

واألمان.

6-‏الخاتمة‏والتوصيات

18. مثال عن اهداف الرعاية: أن يتمتع جميع األطفال بحياة خالية من كل أشكال العنف، وأن تكون حياتهم مصانة من النزاعات والكوارث، و أن يترعرعوا وسط بيئة أسرية آمنة. مثال عن اهداف ) BCN et al. 2013a(الرعاية: خفض عدد األطفال الذين يعيشون خارج نطاق الرعاية األسرية و العمل على إنهاء إيواء األطفال في مرافق الرعاية المؤسسية من

19. انظر )Roelen and Shelmerdine( 2014 بشأن التوصيات اإلضافية حول تصميم برامج الحماية االجتماعية لضمان تعزيزها لرعاية األطفال.

22 أهمية الرعاية: أهمية الرعاية الكافية لألطفال والمجتمع

توسيع وتعزيز أنظمة الرعاية بما يتناسب مع كل سياق )مثل رعاية -األقرباء والتبني المحلي والكفالة أو الرعاية بالتبني(، وذلك لضمان

حصول األطفال المحرومين من الرعاية الوالدية على خيارات نوعية ضمن بيئة أسرية.

تطوير األنظمة المحلية والوطنية والدولية المعنية بحماية األطفال -وذلك لضمان الحد من الرعاية غير الكافية والوقوف عليها ومعالجتها.

ويشمل ذلك تعزيز قدرة وفاعلية القوى العاملة في مجال رعاية األطفال.

دعم األطفال وأسرهم للمشاركة في اتخاذ القرارات المعنية بهم، بما -في ذلك ترتيبات الرعاية الفردية.

إن تحقيق هذه التوصيات مسألة في غاية األهمية، فلألطفال الحق في الحصول على الرعاية الكافية، كما أن جودة الرعاية التي يتلقاها

األطفال تغير مسار حياتهم لألبد وتغير المجتمعات التي نعيش ضمنها. يجب عدم االستهانة باألثر الكبير الذي يخلفه نقص الرعاية على التنمية واألهداف اإلنسانية وخاصة مع وجود ماليين األطفال المحرومين من

الرعاية الكافية في العالم. إن هؤالء الفتية والفتيات المحرومين من الرعاية الكافية في الوقت الراهن من بين الفئات األكثر ضعفاً وتهميشاً في العالم، فهم ضحايا الظلم والتمييز والفقر. ويحق القول بأن حصولهم على حقوقهم هو االختبار الحقيقي ألي شخص أو منظمة ملتزمة بالتقدم والعدالة االجتماعية وهي قضية تعكس رؤيتنا للعالم الذي نرغب أننعيش

© R

obin Wyatt / E

veryChild / P

4EC

Russia

23 أهمية الرعاية: أهمية الرعاية الكافية لألطفال والمجتمع

المربع‏7:‏دراسات‏حالة‏إضافيةقصة‏نسيمة:‏نيو‏دلهي،‏الهند‏‏

تثبت قصة نسيمة بأنه يمكن لألطفال التغلب على نقص الرعاية الشديد وبناء آفاق مستقبلية إيجابية. نسيمة هي إحدى األطفال الكثر الذين يعيشون

ويعملون في شوارع نيودلهي، والتي قامت منظمة بترفاليز- الفراشات، Butterflies، وهي منظمة هندية غير حكومية وعضو في فاميلي

فور ايفري تشايلد- عائلة لكل طفل، بمساعدتهم وتعريفهم بحقوقهم في الحصول على الرعاية الجيدة. توفر منظمة بترفاليز مجموعة من البرامج

في مجاالت التعليم والصحة واإلدارة المالية واإلعالم الخاص باألطفال والتدريب المهني وتعليم الكمبيوتر، كما تدير عدة خدمات للطوارئ،

مثل مركز اإلقامة القصيرة في حاالت األزمات ومالجئ ليلية لألطفال المشردين وخدمة تشايلد الين- خط األطفال، Childline، في جنوب دلهي. تقوم المنظمة بإجراء األبحاث وتطوير السياسات ودعم التغيير

على الصعيدين الوطني والدولي، ويمتاز أسلوب عملها بالمشاركة و دعم األطفال و أسرهم أو القائمين على رعايتهم باختيار وتطبيق الحلول

الخاصة بهم.

نشأت نسيمة تحت سقف لوح بالستيكي على جانب الطريق. كان والدها قد تخلى عن األسرة عندما كانت طفلة صغيرة حيث عاشت مع والدتها وشقيقتها الكبرى سونيا. عملت العائلة على جمع القمامة وبيعها محلياً

كمجموعة من الخردة، وكن يعيشن في فقر مدقع، حيث اضطرت والدة نسيمة إلى بيع سونيا من خالل تزويجها في سن مبكرة من رجل كبير

في السن مقابل مهر قدره 10.000 روبية هندية )161 دوالر امريكي( لضمان بقاء كل من ابنتيها على قيد الحياة. وكان هذا الحدث األكثر قسوة

في حياة نسيمة، ومع ذلك لم تلم والدتها فهي تقول بأنها “كانت عاجزة تماماً، ما الذي كان يمكن أن تفعله؟” وعلى الرغم من أن والدتها ألحقتها

بإحدى المدارس، إال أن نسيمة لم تكن قادرة على المواظبة على المدرسة ألن كلتاهما كانتا بحاجة إلى دخل نسيمة من جمع القمامة. داخل ذلك

المنزل الهش الذي تتناوبان على البقاء داخله، كانت نسيمة ووالدتها يعشن في خوف دائم من التعرض لالعتداء، بما في ذلك االعتداء الجنسي. لم

يكن ذلك الخوف ناتجاً عن وهم،

فقد تم حرق أمتعتهن في وقت ما ونبذت والدتها من المجتمع لكونها تعيش بال زوج. كانت نسيمة شديدة الخجل وال تثق بأحد وال ترغب بالتحدث مع

اآلخرين.

تعرفت منظمة بترفاليز إلى نسيمة عندما كانت في التاسعة من عمرها. استطاع أحد الموجهين التربويين التواصل معها في الشارع، وبعد فترة طويلة من التشجيع أقنعها باالنضمام إلى برنامج للدعم المتكامل. بدأت نسيمة برنامج التعليم الخاص في بترفالير، وتابعت الدروس في مركز

التعلم المتنقل، وفي نهاية المطاف تم إلحاقها بالمدرسة التقليدية التي تذهب إليها حالياً في كل صباح. كما التحقت بالتدريب المهني لدى بترفاليز في

برنامج الطهي ومهارات المطاعم، حيث تواظب على حضوره مساء كل يوم، وشاركت أيضاً في العديد من البرامج الثقافية والرياضية. وتم

مساعدة والدتها في العثور على منزل جديد آمن حيث يمكن لكلتيهما العيش بأمان، واستطاعت المنظمة أن تجد راعياً فردياً لتمويل إيجار

المنزل لهن خالل األشهر الثمانية األولى. كما قامت بدعم والدة نسيمة إليجاد فرصة عمل ثابتة والحصول على الدعم المالي من الدولة لزيادة

دخلها.

تبلغ نسيمة من العمر اآلن 16 عاماً وتعيش في مجتمعها المحلي، حيث تتابع دراستها مع أقرانها في المدرسة وتتابع دروسها في المدرسة العادية في بلدتها، وقد بقي أمامها عامان لتتخرج من التدريب على الطهي وتقديم

الطعام وهي تطمح بأن تصبح مساعدة كبير الطهاة. وهي تلعب كرة القدم بانتظام وتدرس الرقص الحديث، كما إنها من المناهضين للزواج المبكر حيث مثلت في العديد من العروض المسرحية التي تحذر الناس

من مخاطره في مختلف أنحاء دلهي، وهي ال تزال تعيش مع والدتها في المنزل الذي وفرته لهن بترفاليز. وعلى الرغم من أنهن ما زلن يعيشن

في حالة من الفقر، إال أن والدة نسيمة قادرة على دعمها، وهي تدفع أيضاً اإليجار الخاص بمكان إقامتهن. وعندما وصفت التغيرالذي طرأ

على حياتهن بعد السكن في بيت آمن، قالت نسيمة أن هذا التغيير أنقذها من أن تصبح الطفلة العروس وأنقذها من التعرض لالعتداء في الشارع:

“ لم أعد أخاف من صوت خطوات األقدام بعد اآلن. “

20. استخلصت دراسة الحالة هذه من المقابلة األصلية التي أجريت في عام 2014 من قبل منظمة بترفاليز. لمزيد من المعلومات، يمكن زيارة الموقع: www.butterflieschildrights.org . تم تغيير االسم ألسباب تتعلق بالسرية.

24 أهمية الرعاية: أهمية الرعاية الكافية لألطفال والمجتمع

Better Care Network, ChildFund Alliance, Consortium for Street Children, Family for Every Child, Keeping Children Safe, Maestral International, Plan International, Retrak, Save the Children, SOS Children‘s Villages, Terra des Hommes, Terra dos Homens and World Vision )2013a( Protect my future. Why child protection matters in the post-2015 development agenda. London: Family for Every Child.

Better Care Network, Consortium for Street Children, Family for Every Child, Save the Children, SOS Children‘s Villages, and World Vision )2013b( Protect my future. The links between child protection and population dynamics. London: Family for Every Child.

Better Care Network, Consortium for Street Children, Family for Every Child, Keeping Children Safe, Plan International, Save the Children, SOS Children‘s Villages, Terre des Hommes and World Vision )2012a( Protect my future. The links between child protection and equity. London: Family for Every Child.

Better Care Network, Consortium for Street Children, Family for Every Child, Save the Children, SOS Children‘s Villages, and World Vision )2012b( Protect my future. The links between child protection and health and survival. London: Family for Every Child.

Bilson, A )2009( Use of residential care in Europe for children under three: Some lessons from neurobiology. British Journal of Social Work )1-12(.

Browne, K )2009( The risk of harm to young children in institutional care. London: Better Care Network and Save the Children.

Bruce, J )2007( Child marriage in the context of the HIV Epidemic. Promoting healthy, safe and productive transitions into adulthood. Brief no.11. New York: Population Council.

Burr, R. )2002( Global and local approaches to child rights in Vietnam. Childhood Vol. 9)1(.

Cantwell, N. )2010( A discussion paper on refining definitions of formal alternative child care settings. )unpublished(

Cantwell, N. and Jacomy-Vite, S. )2011( Assessment of the alternative care system in the Syrian Arab Republic. Ministry of Social Affairs and

Labour and UNICEF.

Child Protection Working Group )CPWG( )2012( Minimum Standards for Child Protection in Humanitarian Action. Geneva: Child Protection Working Group.

CRIN )2007( CRINMAIL: Special edition on child marriage. CRINMAIL 899 July 2007. London: Child Rights Information Network.

Csaky, C. )2009( Keeping children out of harmful institutions. London: Save the Children.

Currie, J. and Widom, C. S. )2010( Long-term consequences of child abuse and neglect on adult economic well-being. Child Maltreatment, 15)2(, p.111-120.

Delap, E. )2010( Protect for the future. Placing children‘s protection and care at the heart of achieving the MDGs. London: EveryChild.

DEPOS )Ministry of Social Affairs, Indonesia( and Save the Children )2006( A rapid assessment of children‘s homes in post-tsunami Aceh. Indonesia: Save the Children.

Devereux, S. and Sabates-Wheeler, R. )2004( Transformative social protection. IDS working paper 232. UK: Institute of Development Studies.

Dotteridge, M. )2004( Kids as commodities? Germany: Terre des Hommes.

EveryChild )2011( Scaling down. Reducing, reshaping and improving residential care around the world. Positive care choices working paper 1. London: EveryChild.

EveryChild and Better Care Network )2012( Enabling reform. Why supporting children with disabilities must be at the heart of successful child care reform. New York: Better Care Network.

EveryChild and HelpAge International )2012( Family first: Prioritising support to kinship carers, especially older carers. London: EveryChild and HelpAge International.

EveryChild and Partnership for Every Child )2013( EveryChild Moldova‘s programme experience: Improving children‘s lives through deinstitutionalisation. London: EveryChild.

Family for Every Child )2013a( My world, my vision. Consultations with children on their priorities for the post-2015 development framework. London: Family

المراجع

25 أهمية الرعاية: أهمية الرعاية الكافية لألطفال والمجتمع

for Every Child.

Family for Every Child )2013b( Towards a Family for Every Child. A conceptual framework. London: Family for Every Child.

Family for Every Child )2013c( Improving social work in Brazil: Results of an appreciative inquiry of social work with vulnerable children and families in Brazil. London: Family for Every Child.

Family for Every Child and JUCONI )2014( Strategies to ensure the sustainable reintegration of children without parental care. London: Family for Every Child and Mexico: JUCONI.

Fromm, S. )2001( Total estimated costs of child abuse and neglect in the United States. Statistical evidence. USA: Prevent Child Abuse America.

Gertz, G. and Chandy, L. )2011( Two trends in global poverty. Global economy and development. Brookings Institution, USA. At www.brookings.edu/research/opinions/2011/05/17-global-poverty-trends-chandy

Gilbert, R., Widom, C.S., Browne, K., Fergusson, D., Webb, E., and Janson, S. )2009( Burden and consequences of child maltreatment in high income countries. The Lancet, Vol. 373, Issue 9657, p.68-81.

Global Protection Working Group )2010( Handbook for the protection of internally displaced persons. Global Protection Cluster.

Grow up Free from Poverty )2005( Achieving our dreams for 2015. At http://grow-up-free-from-poverty.org.uk/ESW/Files/guffp_cap1.pdf

Higgs, E. S. et al. )2012( Evidence acquisition and evaluation for a U.S. Government evidence summit on protecting children outside family care. Child Abuse and Neglect, Volume 36, Issue 10, pp 689-700.

Inter-Agency Learning Initiative on Community Based Child Protection Mechanisms )2012( An ethnographic study on community based child protection mechanisms and their linkages to national child protection systems in Sierra Leone. UK and USA: Inter-Agency Learning Initiative on Community Based Child Protection Mechanisms.

International Bureau for Child Rights )2010( Children and armed conflict. Montreal: International Bureau for Child Rights.

International Social Service )ISS(/International Reference Centre for the Rights of Children Deprived of their Family )IRC( )2004( Rights of the child in internal and inter-country adoption: Ethics and principles guidelines for practice. Geneva: ISS.

JLICA )2009( Home truths: Facing the facts on children, AIDS and poverty. London: Joint Learning Initiative on Children and HIV/AIDS.

Kaplan, J. and Jones, N. )2013( Protect my future. The links between child protection and education, employment and growth. London: Better Care Network, ChildFund Alliance, Consortium for Street Children, Family for Every Child, Overseas Development Institute, Plan International, Save the Children, Terre des Hommes and World Vision.

Krug, E.G, Dahlberg, L.L., Mercy, J.A, Zwi, A.B., Lozano, R. )2002( World report on violence and health. Geneva: World Health Organisation.

Mann, G. )2001( Networks of support. A literature review of care issues for separated children. Sweden: Save the Children.

Mann, G. )2004( Family matters: the care and protection of children affected by HIV/AIDS in Malawi. Sweden: Save the Children.

Mann, G., Long, S., Delap, E. and Connell, L. )2012( Children living with and affected by HIV in residential care: Desk-based research. New York: UNICEF, EveryChild and Maestral International.

MDRI )2007( Torment not treatment. Serbia‘s segregation and abuse of children and adults with disabilities. USA: Mental Disability Rights International.

META/IDEST/SDH )2011( First national census research on children and adolescents living on the streets. Brazil: META/IDEST/SDH

Ministry of Health and Social Development )Russian Federation( )2007( State of Russia‘s children 2007. Ministry of Health and Social Development of the Russian Federation.

Ministry of Social Development )Brazil( MDS/FIOCRUZ )2010( National survey on children and adolescents under alternative care.

Morantz, G. and Heymann, J. )2010( Life in institutional care: the voices of children in a residential facility in Botswana. AIDS Care, Vol.

26 أهمية الرعاية: أهمية الرعاية الكافية لألطفال والمجتمع

22, no. 1, p.10-16.

Morgan, J. and Beherendt, A. )2008( Silent suffering. The psychosocial impact of war, HIV and other high-risk situations on girls and boys in West Africa. Senegal: Plan West Africa.

OAK Foundation, Plan, REPSSI, RIATT, Save the Children, Terre des Hommes, The African Child Policy Forum, UNICEF and World Vision )2012( Strengthening child protection systems in Sub-Saharan Africa. Training Resources Group and Play Therapy.

Oates, J., Lewis, C. and Lamb, M. )2005( Parenting and attachment in Ding, S. and Littlejohn, K. )eds.( Children‘s personal and social development. UK: Open University Press.

ODI and Save the Children )2012( Creating the future. Empowering girls to prevent early pregnancy. London: Overseas Development Institute and Save the Children.

Punch, S. )2002( Youth transitions and interdependent adult-child relations in rural Bolivia. Journal of Rural Studies )18(.

Roby, J. )2011( Children in informal alternative care. Discussion paper. New York: UNICEF.

Roelen, K. and Shelmerdine, H. )2014( Researching the links between social protection and care in Rwanda. London: Family for Every Child, Centre for Social Protection at the Institute of Development Studies )IDS(, and Uyisenga Ni Imanzi.

Save the Children )2009( Children and climate change. London: Save the Children.

Save the Children )2010( Building rights-based national child protection systems: A concept paper to support Save the Children‘s work. Sweden: Save the Children.

Save the Children )undated( Save the Children‘s definition on child protection. Sweden: Save the Children. At http://sca.savethechildren.se/PageFiles/3189/child%20protection%20definition%20SC.pdf

Tobis, D. )2000( Moving from residential institutions to community-based social services in Central

and Eastern Europe and the Former Soviet Union. Washington, D.C: World Bank.

UN )2010a( Guidelines for the Alternative Care of Children. New York: United Nations.

UN )2010b( Keeping the promise: United to achieve the Millennium Development Goals. New York: United Nations.

UN )2006( Convention on the Rights of Persons with Disabilities. New York: United Nations. UN )1989( UN Convention on the Rights of the Child. New York: United Nations.

UNHCR )2013( The future of Syria: Refugee children in crisis. Geneva: UNHCR.

UNICEF )2013( The State of the World‘s Children 2013: Children with disabilities. New York: UNICEF.

UNICEF )2012( Cities and children: The challenges of urbanisation in Tanzania. Dar es Salaam: UNICEF.

UNICEF )2010( Migration, development and children left-behind: A multi-dimensional perspective. New York: UNICEF.

Williamson, J. and Greenberg, A. )2010( Families, not orphanages. New York: Better Care Network.

Woodhead, M. )2006( Changing perspectives on early childhood: Theory, research and policy. International Journal of Equity and Innovation in Early Childhood, 4 )2(.

World Health Organisation )2006( Global estimates of health consequences due o violence against children. Background Paper to the UN Secretary-General‘s Study on Violence against Children. Geneva: WHO.

WHO )2006( Preventing child maltreatment: a guide to taking action and generating evidence. Geneva: WHO and ISPCAN.

World Vision )2012( Fragile states and child protection systems: Implications for policy and practice. USA: World Vision. World Vision )2008( Before she‘s ready. 15 places girls marry under 15. USA: World Vision.

27 أهمية الرعاية: أهمية الرعاية الكافية لألطفال والمجتمع

Members of Family for Every Child

2 أهمية الرعاية: أهمية الرعاية الكافية لألطفال والمجتمع

Family for Every Childinfo@familyforeverychild.orgwww.familyforeverychild.orgPublished May 2014 Charity registration no )UK(. 1149212